عبر حزمة واسعة من التجهيزات الخدمية والفاعليات المتنوعة
أنهت محافظة الأحساء استعداداتها، مع قرب انطلاق بطولة كأس العالم، التي تستضيفها دولة قطر الشقيقة، وذلك بحزمة واسعة من التجهيزات الخدمية والفاعليات المتنوعة؛ نظرًا إلى قرب المحافظة من قطر، وامتلاكها العديد من المكونات التراثية والسياحية والثقافية؛ ما جعلها إحدى أبرز محطات زوار ومشجعي المونديال.
جنَّدت هيئة التراث طاقاتها الخدمية والسياحية في استقبال الزوار، عبر تهيئة المواقع التراثية والتاريخية، وإطلاق عدد من الفعاليات والبرامج، تحت عنوان «واحة الأحساء»، في عين النجم التراثية، وسوق القيصرية التاريخي، والمدرسة الأميرية، ومنزل البيعة، إضافة إلى القصور والقلاع الأثرية في المحافظة.
إرشاد سياحي
في الوقت ذاته، يستعد 100 مرشد سياحي مرخص، منهم 10 سيدات، يجيدون 9 لغات مختلفة، لاستقبال زوار كأس العالم 2022، من خلال وضع الخطط اللازمة للأعداد الكبيرة المتوقع زيارتها، وسط جهود اللجنة السياحية بغرفة الأحساء، في كل ما يخص تطوير جانب المرشد السياحي، وتأكيد أبرز التوصيات التي يجب أن يتصف بها المرشد السياحي، في مقدمتها الالتزام بالمعلومات الموثوقة التي سيقدمها للزائر، وأهمية التركيز على الجوانب التي تميز المحافظة.
توثيق المعلومات
عملت اللجنة السياحية على تصميم مسارات سياحية، وتوثيق العمل مع جمعية التراث؛ لتوثيق المعلومات عن المعالم السياحية، وتصميم مسار يبدأ من وسط الهفوف، مرورًا بقصر إبراهيم، ومن ثم المدرسة الأميرية، وبعد ذلك سوق القيصرية، مرورًا بسوق الحرفيين، ومن ثم دوغة الغراش، وجبل القارة، ثم متحف دار التراث، والعودة مجددًا إلى نقطة التجمع.
ويستهدف هذا المسار إعطاء معلومات سياحية عن الأحساء للمرشدين، لا سيما الجدد، وإتقان مسار مفيد للمرشدين والمرشدات في الهفوف والواحة، وتعرف المرشد على مزوّد الخدمات وملاك المواقع في المسار، والتعرف على بعض منظمي الرحلات للتعاون معهم.
وقال رئيس اللجنة السياحية بغرفة الأحساء وعضو اللجنة الوطنية بمجلس الغرف محمد العفالق لـ«اليوم»: عملنا على ثلاثة محاور تخص الاستعداد المبكر لكأس العالم في قطر 2022، كون محافظة الأحساء تعتبر أقرب المواقع لهذا الحدث العالمي الكبير، وتوقع وجود الجماهير، وزيادة عدد الزوار للأحساء، من مختلف أنحاء العالم.
جولات نموذجية وفاعليات مصاحبة
أشار محمد العفالق إلى الحرص على تأهيل المرشدين، وتنظيم جولات نموذجية، التحق بها أكثر من 35 مرشدًا سياحيًّا، وتوثيق مسار سياحي بأهم المعالم السياحية؛ لتطبيقه في أثناء زيارة السائح، إضافةً إلى توثيق المعلومات التاريخية التي تخص تلك المعالم.
وتابع: ستكون هناك فاعليات في أهم المعالم التاريخية بالأحساء، خاصةً وسط الهفوف التاريخي، والتي سيتم الإعلان عنها قريبًا، وستكون مصاحبة لكأس العالم، إضافةً إلى ما أعلن عنه بالوليفارد الذي سيقام بالقرب من الأمانة، ويعمل طوال 24 ساعة.
وأشار العفالق إلى اجتماعه مع رئيس هيئة دولة قطر الشقيقة للسياحة، قبل شهر ونصف الشهر، والذي أبدى إعجابه الكبير بالبرامج المقدمة في الأحساء، مؤكدًا اختلافها الكلي عما سيُقدم في قطر.
الفرق التطوعية وتوحيد الجهود
من جهتها، أكد عدد من الفرق التطوعية بالأحساء، جاهزيتها للمشاركة في الحدث العالمي الكبير لكأس العالم، وفق خطة معدة، وتجهيزات مبكرة، بمشاركة المتطوعين والمتطوعات، مع عدد من الجهات ذات العلاقة، من خلال الوجود في المنافذ، وعدد من المعالم السياحية؛ لاستقبال وتنظيم الجماهير والزوار من مختلف أنحاء العالم، وتسهيل الإجراءات لهم.
وقدَّم مختصون في التطوع عددًا من التوصيات لنجاح أعمال التطوع خلال فترة كأس العالم، منها وجود لجنة خاصة بالفرق التطوعية؛ لتوحيد الجهود وتوزيع المهام والأماكن، والتعاون مع الجهات السياحية، والجهات الدعوية والخيرية، ووضع أرقام تواصل خاصة بالفرق، والتعاون مع الجهات ذات العلاقة لتسويق المحافظة بتراثها وثقافتها وجمال طبيعتها، وإقامة ملتقى التطوع باللغتين العربية والإنجليزية.
موقع استراتيجي وإرث حضاري
قال مدير مركز العمل التطوعي بالأحساء عزام الربيعة: إن الأحساء تتميز بموقعها الجغرافي الاستراتيجي، وتعتبر الأقرب لدولة قطر الشقيقة، وإن إقامة حدث عالمي مثل استضافة كأس العالم 2022 جعلت منها أرضًا خصبة لخلق فرص تطوعية نوعية تخدم المحافظة.
وأكد عدد من أصحاب المتاحف بمحافظة الأحساء، جاهزية متاحفهم لاستقبال زوار بطولة كأس العالم 2022، والاستفادة من فترة تواجدهم أثناء البطولة، بالعمل على تثقيفهم بالتراث الوطني، وما تحويه المملكة من إرث حضاري، والتأكيد على أن هذه المتاحف أصبحت مركزًا علميًّا مهمًّا، يسهم في نشر المعرفة والعلوم، والتعريف بالتراث الإنساني في جميع المجالات.
700 قطعة نادرة
قال صاحب «متحف القهوة» عبد الله الهجرس: تكمن أهمية المتاحف الخاصة كأحد الأبعاد السياحية والثقافية المهمة في خريطة السياحة الوطنية، وكون هذه المتاحف جزءًا مكملًا ورئيسًا لمنظومة السياحة، كرافد اقتصادي حيوي ومتطور، ولعل كأس العالم 2022 في قطر، يعتبر حدثًا مهمًّا، وكون الأحساء تعتبر قريبة جدًّا من دولة قطر، فمن المتوقع أن يكون هناك الكثير من الزوار.
وأضاف: متحف القهوة يعتبر أول متحف نوعي في المملكة، متخصص بتاريخ القهوة منذ اكتشافها وتطورها عبر السنوات إلى وقتنا الحاضر، ويضم في جنباته ما يزيد على 700 قطعة نادرة متعلقة بتاريخ هذه الصناعة، ويعود تاريخ أقدمها إلى 300 عام.
النزل الريفية
مختصون يؤكدون أن النزل الريفية في محافظة الأحساء، وجهة سياحية مهمة للسياح من محبي الطبيعة، خصوصًا القادمين خلال فترة كأس العالم 2022، موضحين أن نجاح تلك النزل يتطلب تحقيق المتطلبات الرئيسية، من الترخيص المعتمد، والدعم المستمر من الدوائر الحكومية ذات العلاقة بهذا النشاط، وتهيئة البنية التحتية.
مناظر ساحرة وتصاميم متنوعة
المرشد السياحي عبد العزيز العمير يقول: إن النزل الريفية في جميع دول العالم تعتبر وجهة سياحية مهمة، خاصة لمحبي الطبيعة، وإن الأحساء ولكونها أكبر واحة نخيل في العالم، فهي جزيرة من النخيل وسط رمال الصحراء، ووجود هذه المناظر الساحرة، جعلها وجهة رئيسية للسياحة الريفية.
وأشار إلى اهتمام أبناء الأحساء بالاستثمار في هذا الجانب، بإقامة النزل الريفية بين أحضان الطبيعة، وأن الأحساء تعتبر بيئة طبيعية جاذبة للسياح من الداخل والخارج، من الذين يبحثون عن الهدوء والجمال، مضيفا: تتميز هذه النزل بتنوع تصاميمها وأحجامها وجمالها من الجانب التراثي في التصميم.
وأوضح أنها تتطور بسرعة كبيرة، وأن المحافظة بها عدد كبير من النزل الريفية الجميلة والفاخرة، أشبه بالأجنحة الفندقية، جاهزة لاستقبال الضيوف من كل مكان، مبينًا أن متطلبات النجاح تشمل الترخيص المعتمد لممارسة النشاط، والدعم المستمر من الدوائر الحكومية، وتهيئة البنية التحتية المحيطة، ودعم أصحاب النزل الريفية بالأفكار والخطط المساعدة على التطوير.
بيئة حاضنة وهوية بصرية
من جهتها، قالت المهتمة بالشأن المجتمعي الوطني د. معصومة العبدالرضا: إن تنظيم قطاع الإيواء السياحي في المملكة، أحد المكونات الأساسية لنجاح تنمية صناعة السياحة المستدامة، وإن الأحساء جزء من ذلك، تماشيًا مع رؤية المملكة في تعزيز التراث والترفيه، موضحة أنها بيئة حاضنة لفلسفة النزل السياحية، لما تمتاز به من تاريخ عريق.
وتابعت: لتكون السياحة في الأحساء ذات قيمة نافعة اقتصاديًّا وثقافيًّا، لا بد من توفير البنية الأساسية اللازمة، وتقديم الخدمات بمهنية عالية، ليخرج السائح بتجربة ثرية، وأنه لا بد من مراعاة مواقع الخدمات والأنشطة بشكل تراثي، يتناسب مع طبيعة الأحساء الخلاقة، ويخدم الهدف الذي أنشئ من أجله، والاعتماد على الخامات الطبيعية البكر، لتكون جزءًا من المشهد الفطري والهوية البصرية.
خطط وآليات
أكد عدد من المختصين والمهتمين بإنتاج التمور في الأحساء، أهمية الاستفادة من الحدث العالمي الكبير «كأس العالم 2022»، عبر إعداد خطة وبرنامج كبير لعملية التسويق لمنتج التمور، ووضع الخطط والآليات للوصول إلى تلك الجماهير الكبيرة والعالمية، المتوقع تواجدها في الأحساء، وفق برنامج جيد ومنسق.
التعريف بالتمور
يقول رئيس لجنة التنمية الزراعية بغرفة الأحساء صادق الرمضان: مع اقتراب انطلاق كأس العالم، ونظرًا لأهمية موقع محافظة الأحساء، يأتي الدور الكبير للتعريف بالمنتج الأهم «التمور»، وتعريف العالم بما تتميز به الأحساء من خلال تلك الجماهير، موضحًا أنها فرصة للتعريف بالمنتج بطريقة جيدة.
وأضاف: تذوق التمور في غاية الأهمية، وهو ما يتطلب إعداد خطة وبرنامج كبير لعملية التسويق، والتي من المهم أن تبدأ بالتذوق، ووضع الخطط للوصول إلى تلك الجماهير، مشددًا على كبار المنتجين والمهتمين بالتمور بمحافظة الأحساء، بإقامة تجمّع يخص هذه المناسبة، وأن تكون لديهم منصة إلكترونية، يستطيعون البيع من خلالها.
وأكمل: الأهم من ذلك وجود قنوات لعملية التذوق، والأقرب أن تكون المواقع السكنية للزوار، أو من خلال شركات النقل، التي ستنقل هذه الجماهير من الأحساء إلى دولة قطر الشقيقة، وذلك من خلال تقديم التمر بصيغة معينة، يسهل تذوقها، وترك عناوين لهم، وفق التعاون بين المصانع وتلك الشركات المختصة، مشيرًا إلى أهمية إعطاء عينات مجانية متنوعة أثناء تنقلهم؛ لمعرفة مصادر التمور.
هدايا تراثية
أكد عدد من المختصين جاهزيتهم لتقديم كل ما هو جديد من الأعمال والمنتجات التي تمثل هوية الأحساء، وأن الحدث العالمي الكبير «كأس العالم»، فرصة كبيرة لإبراز الهوية الأحسائية، والعمل على نشرها؛ بهدف إبراز تلك الأعمال التي تم تصنيعها من قبل الحرفيين والأسر المنتجة بحلول إبداعية.
وقال المرشد السياحي وليد الزويمل: إن كأس العالم فرصة لمشاركة الحرفيين والأسر المنتجة بمحافظة الأحساء، من خلال إنتاج العديد من الهدايا التذكارية الشعبية، والتي يجب تصميمها بطابع تراثي أحسائي، يمثل الهوية الأحسائية، وكذلك أهمية تكثيف تواجدهم في العديد من المواقع، ومن ذلك سوق الحرفيين، خاصة أن العديد من الزوار الأجانب سيتوجهون إلى هذا السوق.
الأسر المنتجة
أشار إلى ضرورة الاهتمام بالأسر المنتجة المختصة بهذا الجانب، بالعمل على تخصيص مواقع لهم، والذي سيساعدهم كثيرًا في تقديم ما لديهم من أعمال وإبداعات، ليستطيع الزائر أن يشتريها، من خلال هدايا تذكارية بأشكال متنوعة، وأحجام صغيرة يسهل حملها.