عبد العزيز العمري، سناء آل سالم - جدة، الظهران

أكد مختصون لـ «اليوم» أن مرحلة الاختبارات، التي تنطلق يوم غد الأحد، تحتاج إلى عمل دؤوب من كافة المعنيين، من الطلاب وأولياء الأمور والمجتمع، لتحقيق الأهداف المنشودة، وحماية الطلاب من كل ما من شأنه أن يؤثر على سلوكياتهم.

مشروع متكامل

قالت المختصة في علم الجريمة د. مها الجهني: إن مرحلة الاختبارات تحتاج إلى عمل دؤوب، لا يبدأ قبل الاختبارات فقط، ولا يكون آنيًّا أو لحظيًّا، بل يحتاج إلى قدرة عالية للتعاون مع الظروف.

وأشارت إلى أن ذلك لا بد وأن يكون مشروعًا متكاملًا، وضرورة تضافر جهود الجميع، بمن فيهم أئمة المساجد، وأولياء الأمور.

تشجيع وتحفيز

أوضحت الجهني أن الأسرة تلعب دورًا كبيرًا في التجهيز مبكرًا لمرحلة الاختبارات، وتشجيع وتحفيز الطلاب، لبذل قصارى جهدهم في الاختبارات، والحرص على الغذاء الجيد، والنوم المبكر.

وأضافت أنه على خطباء المساجد توعية الطلاب بخطورة ما يروج له بعض رفقاء السوء، من تداول المخدرات في هذه الفترة، والتوعية بأضرارها، والخسائر الجسيمة المترتبة على ذلك.

د. مها الجهني ترى أن مرحلة الاختبارات تحتاج لعمل دؤوب - اليوم

استعداد مبكر

من جهتها، بينت باحثة الدكتوراة في جامعة القصيم والأخصائية الاجتماعية فاطمة الرشيدي، أن فترة الاختبارات هي الفترة الحاسمة لكل طالب وطالبة.

ويجب الاستعداد الجيد للاختبارات، والبعد عن التوتر والخوف والقلق، من خلال الاستعداد المبكر، وتقسيم المواد، وتنظيم جدول للاستذكار، تتخلله فترة راحة، حتى لا يصاب الطالب بالملل والتعب.

بينت فاطمة الرشيدي، أن فترة الاختبارات حاسمة لكل طالب وطالبة - اليوم

توتر وارتباك

حذرت أخصائية العلاج النفسي المساعد ندى محمد، ‏من القلق الناجم عن الاختبارات، والذي قد يؤدي إلى الشعور بخلو الذهن من المعلومات والمعارف.

وتتفاقم أحاسيس الانزعاج والتوتر والقلق والارتباك، وتتوالى بعدها الأفكار السلبية المقلقة، التي ينعكس أثرها على الطلاب ببعض الآلام الجسدية، واضطرابات النوم.

مشاعر الإحباط

حذرت ندى من مشاعر الإحباط، التي تتسبب في العدوان البدني واللفظي، والذي قد يتبناه الطالب، بسبب الحالة المزاجية والانفعالية المضطربة، الناتجة عن قلق الاختبارات.

وأشارت إلى أنه لا بد من الاسترخاء الذهني والعضلي، وتنظيم الوقت، والحفاظ على التركيز بفترات من الراحة القصيرة أثناء المذاكرة، والنوم الكافي، والتغذية الجيدة، وعدم الانتباه للمشاعر السلبية وتضخيمها.

الاختبارات تمثل قلقا لكثير من الطلاب - اليوم

وأكدت أهمية توعية الأهالي بأهمية احتواء الأبناء في هذه الفترة الحساسة لهم، دون تدليل مبالغ، ولا شدة، أو مقارنات.

جوانب إيجابية

قالت الأكاديمية بجامعة المجمعة وعضو في مجلس شؤون الأسرة د. نجوى المطيري: يعيش الطلاب همًّا كبيرًا مع اقتراب ساعة الاختبارات، فيأتي القلق نتيجة ما ستترتب عليه هذه الاختبارات من نتائج.

وأضافت أن الاختبارات يكون لها دور فاعل في تحديد مستقبل الطلاب، لذلك لا يقل دور أسر الطلاب عن الدور الذي تقوم به المدرسة في هذه المرحلة.

قالت د. نجوى المطيري يعيش الطلاب همًّا كبيرًا مع اقتراب ساعة الاختبارات - اليوم

وتابعت يتبلور ذلك في إيضاح الجانب الإيجابي من اجتياز الاختبار، بحيث لا يربط الاختبار بالرسوب والضياع، وفي ذلك حافز للتخفيف من رهبة الاختبارات.

وشددت على ضرورة التركيز على الجوانب الإيجابية عند الأبناء، والثناء على جهدهم الدراسي، وتقوية عزيمتهم وثقتهم بأنفسهم.

تجنب المشتتات

أكدت الأخصائية والمعالجة النفسية سندس الساعاتي، أن الاختبارات النهائية هي وسيلة لتقييم مستوى الطالب، لذلك عليه الاستعداد لها، وذلك بالتركيز والهدوء، والبعد عن التوتر، لتجنب المشاعر السلبية، والابتعاد عن الإجهاد النفسي والجسدي، وتجنب المشتتات، وتنظيم الوقت، وتخصيص وقت للراحة والاسترخاء، والحرص على النوم الكافي.

سندس ساعاتي تطلب من الطلاب الاستعداد لها بالتركيز والهدوء - اليوم

أصدقاء السوء

بينت التربوية نجلاء العنزي أن مرحلة الاختبارات من المراحل الحساسة جدًّا بالنسبة للطلاب وأولياء أمورهم، وأنه لا بد من تكاتف الطرفين للوصول إلى النتيجة المرجوة.

وشددت على توعية الطلاب والطالبات بالمشاكل التي قد تواجههم أثناء الاختبارات من المجتمع بكافة وحداته، والتحذير من الانجرار خلف أصدقاء السوء.

المواد المخدرة

من ناحيته، قال المستشار الأمني والمختص في مكافحة الجريمة والإرهاب بجامعة القصيم د. يوسف الرميح: إن فترات الاختبارات تشهد كثرة في الأمور الانحرافية، التي تصل أحيانا إلى الجريمة.

وأضاف أن بعضًا من ضعاف النفوس يحاولون البحث عن الطلاب والطالبات في فترة الاختبارات، لبيع المواد المخدرة لهم، وإغرائهم بأنها تعين على السهر والمذاكرة، مؤكدًا عدم صحة هذا الأمر، وأنها تتسبب في ضعف التركيز والهلوسة.

وتابع: على المدارس والمسؤولين التعامل مع الجهات الأمنية، لمنع تلك الظواهر، وذلك عبر تركيب الكاميرات خارج أسوار المدارس، ووجود مشرف تربوي للطلبة، وعلى أولياء الأمور المبادرة في أخذ الطلبة مباشرة فور انتهاء فترة الاختبار.