تتصاعد أعمال الرفض للنظام السياسي في إيران، ويبدو أن المواطن الإيراني لم يعد قادرا على تحمل قمع وجبروت النظام وسياسته البشعة، التي أفقرت الناس، وخلقت من إيران بلدا منبوذا في المحيط الدولي. إيران ما يسمى بثورة الخميني بلد منبوذ، استبدل العلاقات مع الدول بالمشاحنات واستبدل الدبلوماسية بأعمال الاستخبارات واغتيال المعارضين، وحول سفارات إيران إلى أوكار للتجسس وتخريب أنظمة البلدان التي تقوم فيها سفارات النظام. الناس في إيران أو الشعوب الإيرانية التي أصبح أغلبها اليوم رافضا للنظام ودكتاتوريته، الناس هناك يقدمون التضحيات بشكل يومي من دمائهم وحرياتهم وتعرضهم للسجن والاعتقال والقتل. آخر الأخبار المهمة من إيران تقول إن الرئيس الأمريكي قال في أحد خطاباته قبل أيام، موجها خطابه للشعب الأمريكي في مسابقات الانتخابات النصفية «لا تقلقوا سنحرر الشعب الإيراني قريباً»، الشعب الإيراني قال كلمته، وهو من يقدم التضحيات، وهو من سيدفع ثمن حريته، ولكن وللواقعية بأن أي دعم حقيقي خارجي سيكون مهما ومساعدا بشكل فعال في إزاحة النظام من مكانه، وفي كشف أكاذيبه التي مارسها على مدار أربعين عاما مضت. من تلك الأكاذيب أن النظام يقدم نفسه للعالم على أنه نظام ديمقراطي، وأن به مؤسسة ديمقراطية تمثل الشعب، وتعبر عن طموحه وكيانه اسمها البرلمان الإيراني، تخيلوا أن هذه المؤسسة المهمة في الديمقراطيات المعاصرة والأنظمة السياسية السوية والمستنيرة أصدر إجماعاً من أغلبية الأعضاء فيه بإطلاق عقوبة القتل للناس، لكل متظاهر ضد النظام. هذه الديمقراطية التي يكذب بها نظام الولي الفقيه على الإيرانيين بالدرجة الأولى وعلى المنظومة الإقليمية وأخيراً على المنظومة الدولية. مع شديد الأسف أن هذا النظام خدع حتى المؤسسات الإعلامية العالمية، التي تتعاطى مع ما يحدث في إيران، حيث تصف من يكرسون قمع النظام وديكتاتوريته بالإصلاحيين، ومن يسعون لتخريب الدول العربية المجاورة بالمحافظين، وتصف صحافة الرأي الواحد التي تخون كل شريف يطالب بأبسط حقوقه كإنسان بالعمالة للخارج بأنها صحافة حرة وتملك هامش أو سقف ما من الحرية. الأوضاع في إيران على أكثر من محك، محك الحقيقة، ومحك قبول الإيرانيين والإيرانيات للتحدي ودفع ثمن حريتهم، ومحك العون الدولي والإقليمي سواء من الولايات المتحدة أو من غيرها، ولو في أدنى الحدود، وتمكين الناس في داخل السجن الثوري من التعبير عن متطلباتهم التي صودرت على مدى أربعة عقود.