@baderotaibi
قبل ست سنوات، وفي مثل هذه الأيام في نوفمبر من عام 2018، وقف وزير الإسكان أمام خادم الحرمين الشريفين، وجمع من غفير من الأهالي في قصر هجر بالأحساء؛ ليعلن عن ضاحية الأصفر.
مشروع سكني ضخم، بل إنه الأضخم على الإطلاق في المنطقة حيث يحتوي على 100 ألف وحدة سكنية في محافظة الأحساء.
مشروع كبير... مشروع واعد... بل أشبه بالحلم، فمائة ألف وحدة سكنية في مساحة 50 مليون متر مربع تعني استيعاب ما يصل إلى نصف مليون شخص، إنها أكبر من ضاحية وأقرب إلى مدينة، بنية تحتية ستقام، ومجمعات سياحية، ومراكز تجارية، وفرص وظيفية، وحراك اقتصادي سيعمُّ المنطقة، هكذا أعلن عن المشروع.
دشّن المشروع حينها، ونحن اليوم في الذكرى السادسة له، بعد الإعلان، مضت سنتان بطيئتان على مَن ينتظر الوعد الحلم، لتعلن الوزارة في عام 2018 توقيع اتفاقية مع عدد من الشركات لإنشاء 17 ألف وحدة سكنية بقيمة 10 مليارات ريال، وحُدِّد لها إطار زمني لا يتجاوز 6 سنوات، يتم بناء 3500 وحدة سنويًّا بدءًا من عام 2019 وفق ما أعلن وكيل الوزارة، ويفترض أنه أنجز منها ما لا يقل عن 11 ألف وحدة سكنية، ولكن بعد مُضي 4 سنوات منذ الاتفاقية، وست سنوات من التدشين، لا تزال الأرض ناصعة البياض، ولا ندري ما حل بها؟!
أذكر وقتها قبل الإعلان، كانت لدينا تساؤلات، لعل أهمها المكان لبُعده عن وسط الواحة، وأيضًا حجم المشروع، وإمكانية تحقيقه، وغيرها من التساؤلات، لكن بعد أن أعلن عن المشروع، والذي بطبيعة الحال كان بناءً على دراسات وإستراتيجيات، ولذا لا نملك إلا أن نسأل عن تحقق الوعد وما الذي استجد.
الخطط تتغيَّر والظروف كذلك، ومن الطبيعي حدوث تأخير لأسباب مختلفة، لكن أيضًا من حق المواطنين معرفة التغييرات واطلاعهم بها، وعن سقفها الزمني، خصوصًا مشروعًا ضخمًا مثل هذا، وبحسب الوزارة، فهناك آثار اقتصادية وفرص عمل متوقعة.
مشروع ضاحية الأصفر، مدينة جديدة ستضاف للخارطة، وستضيف فرصًا وظيفية ونشاطًا اقتصاديًّا يصب في مصلحة المنطقة، ويتطلع المواطنون للبدء في تنفيذ هذه المشاريع، وقبل ذلك يأملون إيضاحًا من الوزارة يحدد تفاصيل التنفيذ والسقف الزمني لذلك.