صفاء قرة محمد - بيروت

شدد البطريرك بشارة الراعي على أن اللبنانيين شعب لا يخضع لأي تهديد مؤكدًا أن رئيس لبنان لا ينتخب بالتهديد وحذر من الاستخفاف باختيار رئيس الجمهورية المقبل.

وقال الراعي في كلمة له، أمس الأحد: ننتخب رئيسًا لاستعادة الاستقلال. فأي خيار جيد ينقذ لبنان، وأي خيار سيئ يدهوره، إن قيمة الإنسان أن يقيم المسؤولية المناطة به، فلا يجازف بها ولا يساوم عليها، لذلك نناشد النواب ألا يقعوا من جهة ضحية الغش والتضليل والتسويات والوعود الانتخابية العابرة، من جهة أخرى فريسة السطوة والتهديد والوعيد. ونحن أصلًا شعب لا يخضع لأي تهديد، ورئيس لبنان لا ينتخب بالتهديد والفرض.

مسؤولية خراب الدولة

أضاف الراعي في كلمته: يؤلمنا عندما نرى المجلس النيابي يهدر الزمن خميسا بعد خميس، وأسبوعا بعد أسبوع في مسرحية هزلية لا يخجلون منها، وهم يستخفون بانتخاب رئيس للبلاد في أدق الظروف، إننا نحمّلهم مسؤولية خراب الدولة وتفكيكها وإفقار شعبها.

وحذر الراعي من الاستخفاف باختيار رئيس جمهورية وقال: حذارِ الاستخفاف باختيار رئيس الجمهورية المقبل، نحن ننتخب رئيسا لاستعادة الاستقلال، فأي خيار جيد ينقذ لبنان، وأي خيار سيئ يدهوره، إن قيمة الإنسان أن يقيم المسؤولية المناطة به، فلا يجازف بها ولا يساوم عليها.

حذر البطريرك بشارة الراعي من الاستخفاف باختيار رئيس جمهورية - مشاع إبداعي

وأشار الراعي إلى أنه في هذا المجال، لا يستطيع أي مسؤول أو نائب ادعاء تجاهل الواقع اللبناني والحلول المناسبة له. فكل اللبنانيين، نوابا ومواطنين، يعرفون سبب مشاكل لبنان والقوى والجهات والعوائق التي تحول دون إنقاذه، فلا أحد يضع رأسه في الرمال. وبالتالي لا عذر لأي نائب بألا ينتخب الرئيس المناسب للبنان في هذه الظروف. هذا خيار تاريخي. فسوء الاختيار، في هذه الحال، يكشف عن إرادة سلبية تجاه لبنان فيمدد المأساة عوض أن يُنهيها، وتكون خطيئتكم عظيمة. فلنكن أسياد أمتنا ومصيرنا.

إخراج لبنان من أزمته

ولفت الراعي إلى أنه «بعيدًا عن الصفات المتداولة بشأن رئيس تحد أو رئيس وفاق وما إلى ذلك من كلمات فقدت معناها اللغوي والسياسي، تحتاج البلاد إلى رئيس منقذ يعلن التزامه الحاسم بمشروع إخراج لبنان من أزمته، ويلتزم بتأليف حكومة إنقاذ قادرة على القيام بالمسؤوليات الكبيرة المناطة بها في بداية العهد الجديد».

وأضاف: وكذلك يلتزم بإحياء العمل بالدستور اللبناني والالتزام به إطارا للسلم اللبناني، ومرجعية لأي قرار وطني، واعتبار اتفاق الطائف منطلقا لأي تطور حقوقي من شأنه أن يرسخ العدالة بين اللبنانيين. كما لا بد للمسؤولين في أي موقع كانوا من احترام الميثاق الوطني والأعراف لتقوية الوحدة الوطنية، ولضمان حسن العلاقة بين رئاسة الجمهورية ومجلس النواب ومجلس الوزراء.

البطريرك بشارة الراعي يقول إنه لا يستطيع أي مسؤول أو نائب ادعاء تجاهل الواقع اللبناني - مشاع إبداعي

وأكد الحاجة لإعادة الشراكة الوطنية وتعزيزها بين مختلف مكونات الأمة اللبنانية ليستعيد لبنان ميزاته ورسالته.

بسط السلطة الشرعية

وأوضح أن البلاد تحتاج لرئيس يلتزم بدعوة الدول الشقيقة والصديقة إلى تنظيم مؤتمر لمساعدة لبنان أو إحياء المؤتمرات السابقة وترجمتها سريعًا على أرض الواقع، وتطبيق قرارات مجلس الأمن المختصة ببسط السلطة اللبنانية الشرعية على كامل أراضي البلاد، مع تثبيت حدوده مع كل من إسرائيل وسوريا.

وشدد الراعي على ضرورة العمل على إخراج لبنان من المحاور التي أضرّت به وغيّرت نظامه وهويته، ومن العزلة التي بات يعيش فيها، والعمل على إعلان حياده.

وأكد على أخذ مبادرة رئاسية إلى دعوة الأمم المتحدة بإلحاح إلى رعاية مؤتمر خاص بلبنان، والقيام بجميع الاتصالات العربية والدولية لتأمين انعقاد هذا المؤتمر.