هناء مكي

@Hana_Maki00

كان موسم الرياض أحد المتضررين من ارتداد جائحة كورونا، والذي عطَّلت خططه لموسمين، ولكن الفكرة التي بدأت في عام 2018، وتم تنفيذها في 2019 كانت ستنجح في أي عام ستقام فيه، ليس لأنها فكرة مبتكرة، ولكن لأن هناك عوامل كثيرة تُكسبها النجاح فور تنفيذها، أهمُّها وأولها الجمهور.

يبدو أن الموسم الترفيهي الذي اختير له توقيت مناخي أكثر من جيد، قد عالج تحديات لجعل المواطن يستثمر أمواله في بيئة توفر له أكبر قدر من الترفيه، وتحل بديلًا عن السفر، ومعروف عن الشعب السعودي أنه شعب يحب «السفر»؛ للبحث عن رفاهيته ويحب الشراء، يمكنك أن تراه في كل الدول القريبة منه في أيام العُطل والإجازات والمناسبات، ولا يكتفي بالذهاب، بل إنه يدفع ببذخ على رفاهيته، ولا يكل ولا يمل، حتى لو كان السفر بالسيارة لساعات طويلة، شعب كهذا، إنه أكبر رهانات النجاح على مشاريع الترفيه الداخلية.

بعد نجاح دبي في حجز مقعدها على خارطة السياحة العالمية منذ مطلع الألفية الثالثة، ونجاح مهرجاناتها الترفيهية، صارت اليوم كل دول الخليج تتنافس لتكون حاضرة في تنشيط هذا القطاع، ونجحت في تنمية بُناها التحتية، وتشييد المجمعات التجارية والترفيهية والثقافية، وإقامة العديد من الفعاليات لجذب السياح، ولكني أحسب أن الشعب السعودي وحده هو رهان النجاح في كل تلك المشاريع الخليجية والمحلية، فإذا لم يكن لديهم هذا العنصر، فالنجاح لن يكون كبيرًا.

في دراسات الجدوى للمشاريع يتم احتساب أكثر عوامل الجذب التي تشكِّل «قيمة» ومردودًا ربحيًّا على المشروع، سواء كان قصيرًا أو طويل المدى، الكثير من المشاريع التجارية والترفيهية في الدول الخليجية والعربية تأخذ الجمهور السعودي على أنه أبرز عنصر توجّه خدماتها له، وتشمله في أبحاث السوق.

@hana_maki00