الثانية الكبيسة هي ثانية زمنية واحدة موجبة أو سالبة للمقياس الزمني للتوقيت العالمي الذي يعتمد على حركة دوران الأرض، ليبقيه قريبًا من التوقيت الذري الذي يُعد الأساسي للتوقيت العالمي المستخدم للتوقيت الرسمي في الإذاعات العالمية، وتحدث هذه الثانية إما في شهر يونيو أو ديسمبر.
ويعلن عنها علماء الفلك قبل موعدها بستة أشهر عبر الهيئة الدولية لدوران الأرض والنظم المرجعية، وآخر ثانية كبيسة حدثت في 31 ديسمبر 2016.
تاريخ وسبب إضافة الثانية الكبيسة
بحلول منتصف القرن العشرين، ظهر أن دوران الأرض لم يعط معيارًا للوقت منتظم بدرجة كافية، بسبب عدم ثبات سرعة دوران الأرض، لذلك ابتكر العلماء في عام 1950 الساعة الذرية، من أجل التتبع الدقيق للوقت.
ولكن بسبب عدم انتظام دوران الكرة الأرضية، سواء من حيث تسارع هذا الدوران أو تباطؤه، وفي ظل ثبات توقيت الساعة الذرية، اتضح أن هناك فارقًا بين الساعة الذرية والتوقيت الفلكي الذي يُحسب وفقًا لدوران الأرض.
أدى هذا إلى إعادة تعريف الثانية عبر الدورة المدارية السنوية للأرض حول الشمس عام 1956، ثم أُعيد تعريفها مرة أخرى عام 1967 بناء على خاصية طبيعية وهي تذبذبات ذرة السيزيوم، التي كان يمكن قياسها بساعة ذرية.
في ذلك الوقت حسب هيئة ضبط الوقت العالمي، كان الحل الأمثل لمعالجة هذا الفارق بين توقيت الساعة الذرية والتوقيت الفلكي، هو قيام العلماء بابتكار التوقيت العالمي المنسق (UTC) للمساعدة في تقليل فارق الوقت بين الأرض والساعة الذرية.
ولذلك لجأ العلماء إلى إضافة «ثانية كبيسة» على التوقيت العالمي، من أجل الحفاظ على توقيت دوران الأرض والساعات الذرية متزامنين مع بعضهما البعض منذ عام 1972.
وعلى الرغم أنها لا تؤثر على حياتنا ولا نلاحظها، لكنها قد تسبب مشاكل لمجموعة أنظمة تتطلب تدفقًا دقيقًا وغير متقطع للوقت، مثل الملاحة عبر الأقمار الصناعية والبرمجيات والاتصالات والتجارة والسفر عبر الفضاء.
إلغاء الثواني الكبيسة بحلول عام 2035
تنظيم الثواني الكبيسة يسبب معضلة للمكتب الدولي للأوزان والمقاييس (BIPM)، القائم على التوقيت العالمي المنسق (UTC)، وهو التوقيت المعياري المتفق عليه دوليًا الذي يحدد العالم من خلاله ساعاته.
لذلك أعلنت هيئة ضبط الوقت العالمي، أنّ العلماء والممثلين الحكوميين المجتمعين صوّتوا على إلغاء الثواني الكبيسة بحلول عام 2035، بناءً على موافقة 59 دولة عضوًا في مكتب BIPM، وأطراف أخرى مشاركة في المؤتمر العام للأوزان والمقاييس.
الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا من أولى الدول المؤيدة لقرار إلغاء الثوانى الكبيسة، كما قالت رئيس قسم الوقت في المكتب الدولي للأوزان والمقاييس باتريسيا تافيلا.
أشارت تافيلا إلى أن دولًا أخرى تريد تسرع العملية لتكون 2025 أو 2030، بينما طالبت بعض الدول مثل روسيا بالتأخير إلى 2040، لذلك اتفقوا على عام 2035 ليكون موعدًا محايدًا.
وأكدت تافيلا أن العلاقة بين التوقيت العالمي المنسق ودوران الأرض لم تضع، ولن يتغير شيء لأفراد العامة، ولكن يجب سد هذه الفجوة، لأن دوران الأرض الأبطأ قليلًا يعني أن الوقتين غير متزامنين.
وبدأ اعتماد الثواني الكبيسة في عام 1972، وأَضيفت منذ ذلك 27 ثانية على فترات غير منتظمة، كان آخرها في عام 2016، وبناءً على الاقتراح ستستمر إضافة الثواني الكبيسة كالمعتاد في الوقت الحالي.