د. يعن الله الغامدي

مرت الأعوام واصطكت الأيام بين مصدق ومشكك بعدما حضرت الشائعات وأقيمت التحديات حول بداية انطلاق صافرة كأس العالم في نسخته الثانية والعشرين التي تقام لأول مرة في بلد عربي وهذه التظاهرة الكروية سنرى كيف ستحجب تحت سمائها كل أخبار الصراعات الإقليمية والانقسامات الدولية بما فيها مشهد الحرب الروسية - الأوكرانية الخطيرة.

لقد عملت اللجان القطرية العليا المنظمة لكأس العالم بكامل قدراتها وبكل وسائلها للاستضافة فقبلت التحدي وأكدت مرارا حرصها على تسهيل كافة المطالب المساعدة لنجاح البطولة والمريحة لكافة ضيوف الكرنفال الكروي الكبير.

واليوم تقام البطولة على دوحة أشقائنا في قطر لـ ٣٢ منتخبا بما فيها منتخبنا الوطني المشارك للمرة السادسة منذ المشاركة الأولى في مونديال أمريكا عام 1994م التي حقق فيها أفضل نتيجة وأجمل إنجاز حتى الآن.

والأخضر كما هو معروف ستكون مباراته الأولى مع منتخب الأرجنتين الذي شارك في جميع نهائيات كأس العالم عدا أربعة ويحتل المركز الثالث في التصنيف العالمي والمرشح الأقوى للبطولة وإن كان المرشح لا يفوز بالبطولة كما علمتنا الكرة المستديرة التي لا تعرف المنطق ولا تخدم إلا من يخدمها ولذلك حدوث المفاجآت أمر وارد حسب ظروف كل مباراة ولا غرابة عندما يرشح العديد من الخبراء والمحللين منتخب الأرجنتين للفوز بكأس العالم لأنهم يتكئون على العروض الكبيرة التي قدمها سابقا وأكدها لاحقا بلقب بطولة كوبا أمريكا فضلا عن وجود الظاهرة الكروية (ميسي) الذي يعد واحدا من أفضل اللاعبين الذين أنجبتهم المسطحات الخضراء مع ما يملكه الفريق من توليفة قوية من اللاعبين المميزين ولذلك فمن حقهم البحث عن التتويج بلقب ثالث بعد أن غابت عنهم ٣٦ عاما من أيام أسطورة التانجو مارادونا عام 1986م في المكسيك وعشاق رقصة التانجو ملوا من الانتظار ويئسوا من التوقعات بعد أن وقف الحظ ضدهم مرات، وآمالهم في مونديال قطر خاصة بعد أن أبعدت القرعة عقدتهم ألمانيا التي أطاحت بميسي ورفاقه مرات عديدة آخرها عام 2004م عندما حلت وصيفا لها بالبرازيل ويساعدهم في ذلك تراجع مستويات معظم المنتخبات الأوروبية إذا سلموا والله العالم من غريمهم التقليدي البرازيل المرشح هو الآخر للبطولة.

وأخيرا فهل يقدم منتخب بلاد الفضة كأس العالم كأجمل هدية للبرغوث ميسي الظاهرة الذي عشق إبداعاته كل الرياضيين بمن فيهم خصومه قبل أن ينهي مسيرته الحافلة بالإنجازات والألقاب التي ابتسمت له كثيرا مع نادي برشلونة وعبست في وجهه أكثر مع منتخب بلاده التي حملته فوق ما يطيق حتى ولو لم يشارك وفي قطر فرصته الأخيرة عل وعسى أن تنحل عقد النهائيات ويتخطى حواجز المراهنات ومن يعلم فربما يكون فارس هذه البطولة من خارج أصحاب الترشيحات ..(وهيا يا لعّيب) !



@yan1433