ألم تشعر للحظة بأن ذبابة أو ناموسة ما تطاردك ولا تتخلى عنك أينما ذهبت، إذا هششتها عادت، وإن أغلقت المصابيح لتذهب بعيدًا سمعت أزيزيها جوار أذنك مباشرة وكأنها أقسمت ألا تتركك وشأنك؟
أثبتت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة روكفلر بمدينة نيويورك، أن المشكلة ليست في الآفات الطائرة، الأمر وما فيه أنها قد تجدك جذابًا بشكل لا يقاوم بسبب رائحة بشرتك؛ وفقًا لما نشره موقع newstribune.
رائحتك قد تجعل الذباب يطاردك
وبيّنت الدراسة أن الذباب يهيم غرامًا وإثارة أمام الأشخاص، الذين تفرز غددهم الجلدية أنواعًا معينة من الأحماض الدهنية، إذ أظهرت وجود ارتباط قوي بين وجود كميات كبيرة من هذه الأحماض الدهنية على بشرتهم وكونها مغناطيسًا جاذبًا للبعوض، على حد قول ليزلي فوسهول؛ رئيسة مختبر روكفلر لعلم الوراثة العصبية والسلوك.
كيف اكتشف الباحثون ذلك؟
أجرى الباحثون القائمون على الدراسة تجربة على مجموعة من المبحوثين بعدما ألبسوهم النايلون - جَورب خفيف شفاف- على أذرعهم لمدة ست ساعات في اليوم، ثم وضعوا هذه الجوارب النايلون في وعاء به أسراب من نوع واحد من البعوض، ليتفاجأوا بالنتيجة الصادمة.
الذباب ترك كل شيء حوله واستهدف هذه الجوارب النايلون، إذ كانت أكثر جاذبية للبعوض بأربع مرات من العينة التالية الأكثر جاذبية، التي تم تعريضهم لها، وأكثر جاذبية 100 مرة من تلك الموجودة في مناطق محيطة بشكل طبيعي، ليكتشف الباحثون أن البعوض يُحيط بالأشخاص، الذين تفرز بشرتهم مستويات عالية من الأحماض الكربوكسيلية، وذلك بعدما حللوا إفرازات الجلد في النايلون.
إيجاد علاج لجاذبية الحشرات
الآن يقوم الباحثون في جامعة روكفلر في مدينة نيويورك - بعد أن تعرفوا على سر استهداف الذباب والناموس أشخاصًا بأعينهم - بتجارب ودراسات أملًا في إيجاد أسباب أخرى تجذبهم علاوة على إيجاد حل لجعل الناس الذين هم مغناطيس للبعوض - على حد وصفهم - أقل جاذبية للحشرات.