لم تكن وعود الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- وعودًا من ضرب الخيال، ولا رؤية 2030 مجرد خبر إعلامي يتناقل في حينه فقط، ولا الإصلاحات المشهودة في وطننا لحقبة من الزمن ثم تتوقف، بل ما نشاهده اليوم هو أسلوب مستمر يدفن أخطاء الماضي ويتماشى مع الحاضر ويبني المستقبل.
تجد المملكة العربية السعودية في سياستها ذات استقلالية مُتفردة محكمة، وفي السيادة لا يعلو أكبر أنف في التدخل، وفي الاقتصاد تجد أنها أصبحت تحجم وتقزم مَن كانوا يتحكمون في اقتصادات الدول لأجل مصالحهم بكل وقاحة.
وفي الداخل نرى أكبر معضلة قد نهشت وتغلغلت في وطننا قد أزيحت بكل نجاح، فلم يكن الفساد حدثًا ولا حدثين في وطننا، بل كان أشبه بالأمر الطبيعي الذي اعتاده الفاسدون في مناصبهم وصلاحياتهم الممنوحة لهم، فلم يمر فسادهم مرور الكرام، بل أزيحوا من أماكنهم، ثم أعادوا كل ممتلك سرقوه، ثم عوقبوا ثم شُهِّر بهم، ثم كانوا أكبر عبرة لكل من تسول له نفسه الفساد، هذه المراحل تجعل في القلب سعادة غامرة وراحة، وكما قال ولي العهد: «لن ينجو أي شخص دخل في قضية فساد، سواء كان أميرًا أو وزيرًا أو أيًّا كان، كل من تتوفر عليه الأدلة الكافية سيُحاسَب».
في الجانب الآخر الذي قد حظي على مراحل عديدة بالدعم ولم يجدِ نفعًا، هو جانب الرياضة في وطننا، إذ الأموال تصرف والدعم قائم والنتائج لا تعكس كل ذلك، حتى أوصل الأمير محمد بن سلمان اهتمامه ودعمه السخي الخالص، إلى أن جعلنا محط أنظار العالم أجمع بالإنجاز الأخير الذي حققناه في مونديال كأس العالم 2022 بالفوز على المنتخب الأرجنتيني، الذي لم يكن إلا حلمًا، بل لم يكن حلمًا من شدة ما اعتدناه من هزائم، لكن اجتماع الأمير ابن سلمان قبل بدء المونديال مع اللاعبين والطاقم بأكمله، أزاح هيبة المنافس من قلوبهم، وألبسهم تاج الثقة، فكانوا عند حسن ثقته بهم وبالشعب بأكمله.
نسطر اليوم مجدًا يُخلد ويروى في المستقبل، كشعب يفخر ويفاخر بكل شرف بما يشاهده، وكجيل يواكب التطورات المشهودة، حقَّ لنا أن نزهو بثياب الفرح والزهو والانتشاء، اليوم نلجم أفواه المغرضين، ونرفع الرؤوس عاليًا فوق علو سابق، بكل صدق نحن في قمم المجد لا تعلوها أي قمة، بهمم صادقة وبأنفس شجاعة.
@asir_26