تتضمن تحفيز الطلب المحلي وإقامة شراكات دولية
حدد تقرير صادر عن مؤسسة ماكينزي للأبحاث، 6 محاور يمكن للحكومات أن تنفذها لتعزيز التنمية الأولية لاقتصاد الهيدروجين محليا ودوليا، على رأسها: وضع خرائط طريق، وخطة للإنتاج الوطني، إضافة إلى تنفيذ لوائح لإزالة الكربون من مختلف القطاعات لتحفيز الطلب المحلي على الهيدروجين، فضلا عن إقامة شراكات دولية لتأمين الطلب على الصادرات المحلية.
وقال التقرير الذي حصلت «اليوم» على نسخة منه: إن من ضمن المتطلبات لتعزيز التنمية الأولية لاقتصاد الهيدروجين، وضع منظور بشأن توطين إنتاج الهيدروجين عبر سلسلة القيمة، ودعم نشر الهيدروجين من خلال الدعم التنظيمي.
قيمة الهيدروجين النظيف
وأضاف التقرير: إن تسهيل التعاون عبر سلاسل قيمة الهيدروجين النظيف الناشئة، يتطلب مراحل عمل لضمان تطور سلسلة القيمة المستدامة، من خلال اتفاقات شراء طويلة الأجل بين العملاء مثل منتجي الصلب أو الأسمدة الخضراء، ومنتجي الهيدروجين.
وأشار التقرير إلى أن تلك الاتفاقيات تسهم في تقليل الاستثمارات في مشاريع الهيدروجين النظيف، لافتا إلى أن الشراكات من الممكن أن تمكن مطوري المعدات والبنية التحتية من تنفيذ استثمارات مشتركة، فيما يؤدي إنشاء شركات بين الحكومات إلى تسهيل تدفق الهيدروجين بين البلدان وزيادة دعم امتصاص الطلب في الأسواق المستهدفة.
تغير المناخ
وأوضح أن قادة الصناعة يتعرضون لضغوط، حيث أدى النقاش العالمي حول تغير المناخ إلى تضخيم الدعوة للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية.
ولفت التقرير إلى أنه يمكن للبلدان الغنية بالهيدروكربونات تحويل هذا التحدي إلى فرصة من خلال الاستفادة من مواردها الهيدروكربونية ومواقعها الجغرافية وحصولها على الطاقة المتجددة الوفيرة (في بعض الحالات) والبنية التحتية المتطورة للغاية لتطوير وتصدير الهيدروجين النظيف، الذي يعرف بأنه الهيدروجين المنتج بانبعاثات كربونية منخفضة جدا أو صفرية، ومشتقاته، بما في ذلك الوقود النظيف.
ووفقا للتقرير فإن من المتوقع أن يلعب الهيدروجين النظيف دورا حاسما في إزالة الكربون من القطاعات التي يصعب التخلص منها عادة مثل الصناعات الثقيلة والنقل لمسافات طويلة.
وأضاف: إن سلسلة قيمة الهيدروجين معقدة وكثيفة رأس المال، والعديد من القطاعات لم تتطور بعد بنفس المعدل، ويمكن أن يكون مواكبة التقنيات واللوائح المتطورة باستمرار أمرا شاقا، إذ إن البلدان الغنية بالهيدروكربونات تتمتع بسجل حافل في بناء وتوسيع نطاق إمدادات الطاقة العالمية من خلال الاستفادة من وصولها الفريد إلى الموارد الطبيعية التنافسية.
تنفيذ الأطر التنظيمية الصحيحة
وبحسب التقرير يمكن للحكومات أن تتعاون من خلال تنفيذ الأطر التنظيمية الصحيحة حول إزالة الكربون والهواء النقي لضمان بدء قطاعات الطلب المحلية، لافتا إلى أنه مع تحفيز الطلب المحلي، يمكن أن يكون الصلب والأمونيا المنتجة باستخدام الهيدروجين النظيف قادرين على المنافسة مع مسارات الإنتاج التقليدية بحلول عام 2030 بأسعار الكربون التي تتراوح بين 50 و100 دولار للطن، اعتمادا على الظروف المحلية.
وأكد التقرير أنه فيما يخص تطوير تكنولوجيا النقل يجب أن يكون الهيدروجين في شكل سائل أو يتحول إلى أمونيا قبل نقله، ومع ذلك، فإن تسييل الهيدروجين مكلف وصعب من الناحية الفنية لأنه يحتاج إلى تبريده إلى -252 درجة مئوية، وهي أدنى نقطة غليان لأي عنصر.
وأظهر التقرير أن تحويل الهيدروجين إلى أمونيا للنقل إلى أوروبا من الشرق الأوسط ثم تحويله مرة أخرى إلى هيدروجين يمكن أن يؤدي إلى زيادة إضافية قدرها من 2.50 دولار إلى 3.00 دولار للكيلوجرام من الهيدروجين في عام 2030، لافتا إلى أنه بالنظر إلى أن الهيدروجين الأخضر يمكن أن تكون تكاليف إنتاج الهيدروجين أقل من 2 دولار للكيلوجرام الواحد بحلول عام 2030 في المنطقة.
ووفقا لأبحاث ماكينزي، يمكن أن يصل إجمالي الطلب على الهيدروجين من 600 إلى 660 مليون طن بحلول عام 2050، مما يقلل من أكثر من 20 في المائة من الانبعاثات العالمية.
وبحسب التقرير فإن تحقيق هذه الفرصة سيتطلب من جميع أصحاب المصلحة المعنيين أن يجتمعوا لتطوير سلاسل قيمة الهيدروجين النظيف عبر المناطق الجغرافية، مشيرا إلى أن اتخاذ إجراءات حاسمة في هذه المجالات سيؤدي إلى وضع فريد لخلق مصادر جديدة للقيمة ولعب دور رائد في أسواق الطاقة العالمية في المستقبل.