تساءلت مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية عما إذا كانت الصين ستستغل هيمنتها على سلاسل توريد العناصر الأرضية النادرة في المنافسة الجيوسياسية مع الغرب.
وبحسب مقال لـمارينا يو زان، في مؤتمر عقد مؤخرًا في كانبرا، أشار وزير الدفاع الأسترالي السابق كيم بيزلي إلى أن 3400 نظام سلاح أمريكي بها مكونات أرضية نادرة صينية، ومن الضروري كسر اعتماد الديمقراطيات الغربية على الصين.
صناعة كثيفة رأس المال والعمالة
وتابعت الكاتبة: إضافة إلى الأسلحة، تعد العناصر الأرضية النادرة في الصين عناصر مهمة، ليس فقط في الهواتف الذكية ومحركات الطائرات، ولكن أيضًا في المركبات الكهربائية وتوربينات الرياح وآلات الطاقة الجديدة الأخرى.
ولفتت إلى أن عدد هذه العناصر يبلغ 17 عنصرًا متوافرًا في الطبيعة كعنصر اليوروبيوم والسكانديوم، وهي ضرورية لتقنيات المستقبل.
ومضت تقول: مع ذلك، فإن استخراج هذه العناصر وصهرها وفصلها ومعالجتها هو صناعة كثيفة رأس المال والعمالة.
وتابعت: في الوقت الحالي، تهيمن الصين على سلسلة التوريد، في عام 2021 كان إنتاجها يمثل حوالي 60% من الإنتاج العالمي للمركبات الأرضية النادرة النهائية، وكانت تسيطر على حوالي 37% من العناصر النادرة المعروفة.
ولفتت إلى أنه منذ عام 2018، أصبحت الصين أكبر مستورد للعناصر الأرضية النادرة.
تغيير السياسة الصينية بشأن تعدين الأرض النادرة وإنتاجها
حسب الكاتبة، تثير سيطرة الصين على تلك العناصر تساؤلات كثيرة: هل يمكن لبكين استخدام نفوذها على سلسلة توريد العناصر الأرضية النادرة كشكل من أشكال النفوذ الجيوسياسي؟
وأشارت إلى أنه بحلول عام 2000، غيرت الصين سياستها الرسمية بشأن تعدين الأرض النادرة وإنتاجها، وخفضت الحكومة حصص التصدير وزادت الضرائب على تصدير الخامات الأرضية النادرة الخام والمركبات الأقل معالجة، بهدف زيادة إنتاج المركبات الأرضية النادرة الأكثر معالجة.
وأضافت: بدأت المخاوف تظهر في عام 2009، كما بدأت الصين فرض ضوابط بيئية أكثر صرامة على تعدين الأرض النادرة وإنتاجها.
رافعة جيوسياسية تميز الصين
أردفت مارينا يو زان: في العام التالي، أي عام 2010، أشارت وسائل الإعلام الغربية إلى أن الصين استخدمت هيمنتها على العناصر الأرضية النادرة كسلاح سياسي، وقيدت الإمدادات إلى اليابان خلال نزاع محتدم على جزر سينكاكو/ دياويو، ليرتفع سعر هذه العناصر في السوق العالمية.
ونوهت بأنه في حين تسلحت هذه العناصر بحكم الأمر الواقع، لكن بكين لم تعلن أو تعترف بمثل هذا الحظر.
وتابعت: في حين أن الاحتياطيات الحالية قد تدوم مئات السنين للاستخدام البشري، فإن العناصر الأرضية النادرة هي موارد غير قابلة للتجديد، وبالتالي يظهر سؤال حاسم حول ما إذا كانت الصين ستستخدم هيمنتها في احتياطيات الأرض النادرة والإنتاج كرافعة لتميز نفسها في المنافسة الجيوسياسية.
الصين تهيمن على براءات اختراع معالجة العناصر الأرضية
وأشارت الكاتبة إلى أن تقدير كيم بيزلي بأن أستراليا لديها القدرة على استبدال اعتماد الغرب تمامًا على سلسلة التوريد التي سيطرت عليها الصين في غضون 5 إلى 10 سنوات ليس واقعيًا للغاية، في ظل وجود 3 عوائق هي:
- براءات الاختراع في مجال معالجة العناصر الأرضية تهيمن عليها الصين.
- التكاليف البيئية الضخمة.
- نقص الكفاءات البشرية العالية.