بيان آل يعقوب

@bayian03

العلاقات العامة بين الناس تحتاج جسورًا سليمة؛ لتتمكن من الدخول فيها، ولكن هذا الجسر يحتاج الكثير من الجهد؛ لتتمكن من بنائه بكفاءة، وأساس الجسر هو الثقة بالنفس، ثم الثقة بالآخرين، فالثقة بالنفس هي عدة مستويات، والثقة بالآخرين هي عدة اختبارات.

الثقة مفتاح العلاقات الإنسانية عامةً ، فالثقة بالنفس هي الخطوة الأولى لذلك؛ لأنك إن وثقت بنفسك ستفتح مجال الثقة، والتعاون مع الآخرين، ولكن للثقة بالنفس مستويات، فالثقة العالية بالنفس تشبه انعدام الثقة بالنفس؛ فكلتاهما تُثمران الغرور، واليأس، والنتيجة واحدة، ألا وهي لا شيء، فمثلًا الطالب الذي يتجاهل مذاكرة الامتحان، ويبرر ذلك لثقته، تمامًا كالطالب الذي يُذاكر للامتحان بلا نوم، ويبرِّر ذلك بأنه يُحسن صنعًا، فكلاهما سيؤديان نتائج سيئةً جدًّا؛ لذا نستنتج أن الثقة يجب أن تكون متوسطة، فها هنا تكون كالطالب الذي يستذكر دروسه، ويذاكر للامتحان، فهكذا سينجح في الامتحان بإذن الله، وهذه هي الثقة بالنفس.

الثقة بالنفس تنتج امتدادًا، وهي الثقة بالآخرين، وبالمثل، فالثقة المفرطة بالآخرين كانعدام الثقة بهم، فالأولى تُنتج علاقةً هشَّة تذهب في النهاية أدراج الرياح، والثانية تنتج حبلًا ضعيفًا من طرفٍ واحدٍ ينقطع بسرعة؛ لذا، الحل يكمن في اختبار الشخص، والتعامل معه بحذر أثناء الاختبار، ثم إن أدَّاه بكفاءة يمكنك الثقة به لحد جيد، ففائدة ذلك هي معرفة معدن الشخص، ودرجة تحمُّله للمسؤولية، وعادةً يقوم بهذه الخطوات ذو العلاقات الحسَّاسة، كعلاقات العمل بشكلٍ عام، ولكن لم يفكر أحد بتجربته في حياته الخاصة، في حقيقة الأمر هذا الاختبار له أهمية جيدة في العلاقات الأسرية، يمكن للوالدين تجربته مع أبنائهم، خصوصًا المراهقين، فيمكن لهم من خلاله معرفة أبنائهم أكثر فأكثر، وكذلك يمكن للوالدين، والأبناء أيضًا اختبار أصدقاء الأبناء، فعليك أن تحذر عدوك مرة، ولكن احذر صديقك ألف مرة، فلربما انقلب الصديق عدوًّا، وهو أعلم بالمضرة.

أزمة الثقة منتشرة في كل مكان، ولكن احذر أن تدخل هذه الأزمة حياتك، فالعاقبة ستكون مرعبةً بشكلٍ لم تتصورها يومًا، اجعل الثقة متوافرة بين أفراد أسرتك ستنجح بإذن الله فيما تريد.