انطلقت في القاهرة أعمال الحلقة العلمية دور معدي البرامج التليفزيونية والإذاعية وكيفية تناول القضايا المتعلقة بالإرهاب والأمن القومي في وسائل الإعلام.
يأتي ذلك بتنظيم من جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، في إطار برنامج عملها لعام 2022م، بالتعاون مع قطاع الإعلام والاتصال- الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب خلال الفترة من 28 -30 نوفمبر الحالي بمقر جامعة الدول العربية.
وحضر الحلقة خبراء في مجالات الإعلام ومكافحة الإرهاب من 15 دولة عربية، ومركز الدراسات السياسية والإستراتيجية، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، وجامعة الإمام محمد بن سعود بالمملكة.
الخطط العربية الأمنية
أوضح وكيل جامعة نايف للعلاقات الخارجية خالد بن عبد العزيز الحرفش في حفل الافتتاح، أن الحلقة تنظم تنفيذًا للإستراتيجيات والخطط العربية الأمنية، ومنها الخطة الإعلامية العربية للتوعية الأمنية والوقاية من الجريمة، والخطط المرحلية لبنود الاستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب التي أقرها مجلس وزراء الداخلية العرب.
وتعقد الحلقة ضمن نطاق الشراكة الاستراتيجية بين مؤسسات العمل العربي المشترك تحت مظلة الجامعة العربية، وكذلك التعاون المستمر مع الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب، الذي نظم في إطاره العديد من المناشط في دولة المقر وخارجها.
وتحظى الجامعة بصفة عضو مراقب في مجلس وزراء الإعلام العرب، الذي كلف الجامعة مؤخرًا بتطوير الإستراتيجية الإعلامية لمكافحة الإرهاب والتطرف.
صناعة المحتوى الإذاعي والتلفزيوني
أشار الحرفش إلى أن الحلقة تهدف إلى التعرف على القضايا المتعلقة بالإرهاب والأمن القومي في وسائل الإعلام، والتعامل مع المتغيرات الجديدة عند صناعة المحتوى الإذاعي والتلفزيوني والتكيف عند تقديمه عبر الإعلام الرقمي الجديد.
بالإضافة إلى تطوير قدرات المشاركين من معدي البرامج التلفزيونية والإذاعية في تناول قضايا الإرهاب، واستعراض برامج التقنية الحديثة التي يُصنع المحتوى من خلالها، كما تعنى أيضا بإبراز نوعية البرامج التي تخدم الوسطية وتعالج قضايا الإرهاب، وتوضيح أهمية الشراكات الدولية في تناول قضايا الإرهاب، وكذلك مناقشة الآليات الملائمة لدعم التعاون الإعلامي الأمني.
وأكد وكيل جامعة نايف للعلاقات الخارجية أن الإعلام الأمني المتخصّص علم فرضته تطورات أنماط الجريمة المنظمة؛ ليتكامل مع جهود كافة مؤسسات المجتمع المدني الإعلامية والاجتماعية والتربوية والدينية، لمكافحة هذه الظواهر الإجرامية والوقاية منها.
الإعلام الأمني في الدول العربية
أعرب الحرفش عن أمله في أن تسهم هذه الجهود في الدفع نحو مزيد من الاهتمام بالجودة النوعية ومقتضياتها العلمية والتقنية والإعلامية، لتطوير الإعلام والإعلام الأمني في الدول العربية، وضرورة قيام المؤسسات الإعلامية بتبني مفهوم الأمن مسؤولية الجميع وتضمينه في مخرجاتها بالشكل الفني فائق الجودة.
كما طالب بالعمل على إنجاح الاستراتيجيات العربية الإعلامية إزاء المستجدات الإعلامية والأمنية والثقافية والفكرية.
وأكد أهمية التنسيق بين الأجهزة الأمنية العربية والجهات الإعلامية المختصة من أجل التزام الإعلام بقواعد النشر وتشريعاته، واستصدار مواد قانونية ولوائح وقرارات لازمة لملاحقة الوسائل الإعلامية المحرضة على الجريمة والفساد، ونشر الإشاعات المغرضة.
مجال مكافحة الإرهاب
من جهته أشاد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية، السفير أحمد رشيد خطابي، بالدور المهم والرئيس الذي تضطلع به جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية في مجال مكافحة الإرهاب منذ عقود، من خلال بحوثها وبرامج عملها.
وأكد أن الحلقة تأتي في إطار تنفيذ قرارات القمم العربية ذات الصلة، وقرار مجلس وزراء الإعلام العرب في دورته رقم 52، منوهًا في الوقت نفسه بالتعاون البناء بين الجامعة العربية وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، الذي أثمر مؤخرًا عن إسهام جامعة نايف في تحديث الإستراتيجية الإعلامية العربية لمكافحة الإرهاب والتطرف لجعلها أكثر ملاءمة لتطورات العصر.
ثم ألقى مدير مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة، لدول مجلس التعاون الخليجي د.حاتم علي، كلمة تقدم فيها بالشكر باسم الأمم المتحدة لجامعة الدول العربية، وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الشريك الإستراتيجي على تنظيم الحلقة، التي تتطرق لأحد أهم الموضوعات المطروحة على الساحة العالمية.
وزراء الداخلية العرب
شهدت الجلسة الافتتاحية للحلقة تقديم عرض مرئي عن الجامعة، يتناول مسيرتها خلال 50 عامًا، وإسهاماتها في دعم منظومة العمل الأمني العربي المشترك.
وبدأت أعمال جلسات العمل الأولى بورقة، قدمها عميد كلية الإعلام والاتصال بجامعة الإمام محمد بن سعود، الأمير د. سعد بن سعود بن محمد آل سعود، حول أهمية الإعلام الرقمي في تعزيز الأمن الفكري.
أعقبتها ورقة عمل، قدمها مدير المكتب العربي للتوعية الأمنية والإعلام بمجلس وزراء الداخلية العرب اللواء أسامة خلف، حول دور أجهزة الإعلام الأمني العربي في التنسيق مع معدي البرامج الإذاعية والتلفزيونية لتناول قضايا الإرهاب والأمن.
التأطير الإعلامي للإرهاب
ناقشت الجلسة الثانية أوراق عمل للدكتور فاضل بلبيش من جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، عن التأطير الإعلامي للإرهاب من قبل الإعلام السمعي والبصري: المزالق، المسؤولية الاجتماعية والمعالجة والحلول.
وقدم مدير إدارة المحتوى الإعلامي بجهاز إذاعة وتلفزيون الخليج، عبدالله بن علي القحط، ورقة موضوعها المعالجة الإعلامية الإذاعية والتلفزيونية العربية لقضايا الإرهاب والأمن القومي وأساليب تطويرها.
وستستعرض الحلقة على مدار اليوميين التاليين أوراق عمل يشارك بها خبراء وباحثون تتناول معالجة استخدام الإنترنت ووسائل الإعلام في مكافحة الإرهاب، وإدخال البرنامج العالمي الجديد لمنع الإرهاب ومكافحته، والتعامل مع المادة الإعلامية الصادرة عن المنظمات الإرهابية: محاذير الاستفادة منها، ووسائل الإعلام السمعي والبصري ومسائل الأمن القومي: في البحث عن التوازن بين مقتضيات الأمن وحرية الإعلام.
مجلس الأمن الدولي
تستعرض الحلقة أيضًا أوراق عمل عن ضبط المصطلحات الإعلامية عند التعامل مع أنشطة الجماعات الإرهابية، وتطوير مهارات صانعي المحتوى الإعلامي في الإعلام الجديد ودوره في مكافحة الإرهاب، ومنهجية المحتوى الرقمي كأسلوب للتعامل مع القضايا المتعلقة بالإرهاب، وقراءة تحليلية لنشاط التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط من خلال تقييمات فريق الدعم التحليلي، ورصد الجزاءات التابع لمجلس الأمن الدولي.
يشار إلى أن جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، انطلاقًا من كونها الجهاز العلمي لمجلس وزراء الداخلية العرب، والجهة الموكل إليها تنفيذ الشق العلمي من الإستراتيجيات الأمنية العربية، فإنها تسعى من خلال برامجها الأكاديمية والتدريبية والبحثية والأنشطة العلمية، لترجمة هذا الاهتمام بموضوع الإعلام الأمني، ودوره في مكافحة الإرهاب إلى واقع ملموس، يسهم في تعزيز مفهوم الأمن الفكري الذي يعد من أولويات برامج الجامعة.
وقد كانت الجامعة أول من تبنى مفهوم الإعلام الأمني وأول من أسس له، وعملت وتعمل على ترسيخه من خلال مناشطها العلمية والتدريبية، ويتضمن برنامج عمل الجامعة باستمرار العديد من موضوعات الإعلام الأمني والأمن الفكري ومكافحة الإرهاب.
وأسهمت الجامعة في إثراء المكتبة العربية المتخصصة بالعديد من البحوث والدراسات، التي تعالج موضوع الإعلام الأمني في العالم العربي، وفق منهجية إعلامية موضوعية ومتزنة، سعيًا نحو تأهيل متخصصين في مجال بات يكتسب أهمية متزايدة في عصرنا الحاضر.
وفي الإطار المتعلق بالإعلام ودوره في الوقاية من الجريمة، وتعزيز الأمن بمفهومه الشامل، ناقشت الجامعة من خلال كلياتها 99 رسالة ماجستير ودكتوراه، وعقدت 19 لقاءً ومؤتمرًا علميًا، ونظمت 29 برنامجًا تدريبيًا، و15 محاضرةً، بالإضافة إلى إصدار 37 إصدارًا علميًا محكمًا و120 بحثًا ومقالًا، من خلال دورياتها العلمية والإعلامية، كما شاركت في 11 فعالية إقليمية ودولية في هذا المجال.