عمر بن عبدالرحمن الشدي

alsheddi@

تقاس قيم الناس بالأثر٬ وتقاس الهمم بالإنجاز٬ والحكمة بالعقل٬ والرجال بهدوئها في المواقف٬ وحلولها في العُقد والمشاكل بكل سلاسة٬ لم أزد في وصفي السابق عن صفات اجتمعت في الأستاذ الكبير عتيق بن فرحان الخماس٬ والذي أكاد أجزم أن كل من عمل معه أو تحت إدارته أو جاوره في مسكن أو شاركه مأكل أو رافقه في سفر إلا ويكن له الحب الجم.

الأستاذ عتيق كان رجلا يشع الطيب منه بابتسامته الهادئة وترحيبه بكل من قدم له ومساعدته لكل من حوله٬ كانت خلافات العمل وإن كبرت تتكسر عند عتبات مكتبه٬ الكل يعتبره الأخ والصديق والحجر الكريم المفقود في أجمل مصفوفة عقد لأحجار كريمة.

المواقف معه عديدة، وكلها كانت جميلة٬ مهما كان بك من غضب وأنت تدخل مكتبه، إلا أنك تخرج منه شخصاً آخر هادئاً٬ الكل كان يعمل ولو كان العمل مرهقاً له محبة٬ لأن من طلبه منه أو أوكله له هو أبو فرحان٬ كان مكتبه دائماً مفتوحا لساعات طويلة، يكاد لا يغيب أبدا؛ لحبه للعمل وتجده في مكتبه متابعاً يجمع فيه الجميع على المحبة والطيب.

لا أطيل عليكم في السطور، فمحبتي له كبيرة جداً، وهو الشخص الذي عاصر غالب رؤساء تحرير اليوم، وحاز على محبتهم٬ وغزت محبته قلوب رؤساء تحرير وزملاء عمل في صحف أخرى، لما يتمتع به من صفات وخلق جميل.

كثيرة هي الذكريات معه بعدد الألم من فقده٬ وللأسف حرمنا المرض في السنوات الأخيرة من زيارته٬ بسبب وضعه الصحي٬ ومنعنا من أن نلقي عليه السلام والنظر ونستأنس بحديثه الأبوي النابع من قلبه الكبير.

رحم الله أبا فرحان.