صحيفة اليوم

زرعت سنابل الخير فحصدت حب الجميع

اخي الحبيب, الحنون الانسان المسلم المعطاء للفقراء والمساكين والارامل والمنكوبين في العالم الاسلامي المواطن المخلص الذي دعا لولاة امرنا الذين يحملون راية الاسلام ويدعمون الاسلام من اجل الحب والسلام في العالم ..فريد وداعا وهنيئا لك صحبة الصديقين الم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم (انا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة) واشار باصبعيه السبابة والوسطى.وهذا ظننا وظن كل من عرفك او سمع عنك والله عند حسن ظن عبده فيه اولم يخترك الله وانت مبطون بعد العملية الجراحية او لم تكن وفاتك في كانتون في الصين التي حدثتني عنها قبل ايام من وفاتك وقلت لك يا اخي الحبيب هذه ارض مباركة وقد دخلها الاسلام والمسلمون منذ اكثر من 1350 عاما. هذه الدولة التي اجريت فيها بحثا قبل عشرين سنة لرسالة الماجستير عن المسلمين في الصين والمؤسسات البشرية وكانت سببا في خوضك في العمل الخيري الاغاثي وقلت لي انك بعثت بحثك هذا الى ولاة الامر واوصيت باهمية ان توثق المملكة العربية السعودية علاقاتها الدبلوماسية بالصين التي يسكن فيها اكثر من ثلاثمائة مليون مسلم هنيئا لك وانت شهيد بعد جهاد.اولم تكن ساعيا على الارامل والمساكين في العالم (الساعي على الارملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله) اولم تساهم في بناء المساجد (بيوت الله) أو لم تدعم ضحايا الكوارث والحروب اولم تخطط وتفكر مع اخوانك واخوتك من المتطوعين والمواطنين في هيئة الاغاثة الاسلامية العالمية وبدعم من حكومتنا الرشيدة في تحويل اعمال الهيئة الى مشاريع تسويقية مازالت اتذكر فكرة تأسيس الهيئة وهي اوراق في حقيبة يدك السوداء التي كانت تحمل نورا لم اره الا بعد ان تحقق بناء الهيئة لازلت اتذكر الامال التي لم اكن استطيع ان اتصورها لانها كانت كالخيال مشروع سنابل الخير هذه الفكرة الرائعة التي كنت تسعى لتأسيسها من اجل جمع الف مليون ريال سعودي تستثمر في مشارع نافعة ويصرف ريعها للاعمال الخيرية في العالم الاسلامي.نعم تحقق الهدف واستطعت في عشر سنوات ان تجمع مع احبابك واخوانك واخوتك في كل انحاء المملكة العربية السعودية اكثر من سبعمائة مليون ريال اي 70% من الهدف وعندما سألتك لماذا لم تحقق 100% قلت لي لقد حفظنا اكثر بكثير من هذا الرقم لكن المصائب والمكائد التي تحيط بالعالم الاسلامي من الفقر والجوع والحروب والكوارث تجعل الاولويات في دفع الاموال تذهب لحل المصائب ثم العودة لمشروع سنابل الخير.وداعا يا اخي المتواضع يا اخي المخلص كنت مدرسة لتعلم الناس العمل الخيري وكنت مواطنا غيورا واقعيا تشكر النعم. وكنت تشعر بالغضب عندما تسمع ما يثير الفتن او الطعن في اخلاص حكام هذه البلاد وعطائهم وكنت تقول يجب ان يلتف شعب المملكة حول ولاة الامر حول اسرة آل سعود فهي درع اوجده الله من اجل علو الاسلام في هذا العالم الذي يحاول اعداؤة خلع رداء الدين من كل انسان كنت تحذر من بعض القنوات الفضائية التي تحاول اثارة الفرقة بين الشعوب وحكامها وكنت تنصح الشباب بان يدعوا لولاة الامر ولحمد الله على النعم التي يعيشونها كنت عالي الهمة محبا لله والرسول وولاة الامر.كنت تصل الاقرباء والاصدقاء والمساكين كنت تزور ولاة الامر حتى وانت مريض كنت تنظر الى ما يدور في العالم من حرب ضد الاسلام والمسلمين وتقول انه كيد من مكايد يهود وكنت تقول مهما فعل العالم فلن يوهن كيد الكائدين والحاقدين الا الله.كنت تهتم بامور المسلمين حتى في آخر ايام حياتك.. مازلت اتذكر يا اخي الحبيب فريد عندما كنا في المستشفى في الصين وزرتك في الصباح للاطمئنان على صحتك ككل يوم ووجدتك متألما ظننتك تتألم من مرضك فقلت لي لم انم طيلة ليلة البارحة لانني جلست مع المرضى السعوديين في صالة وسمعت احزانهم حيث كان البعض ينتظر منذ عدة شهور اجراء العملية حتى نفدت نقودهم وطلبت مني الاتصال بالسفارة والتحدث مع مندوب السفارة عنهم وكنت تنتظر مندوب السفير الذي حضر بعد دخولك لغرفة العمليات بساعة واحدة وكانت لديك الكثير من الهموم عن المرضى تريد ان تساعدهم في حلها واسعادهم. وقلت لي والله يا نبيل لقد نسيت مرضي وكل همي ان نساعد هؤلاء.وما اروعك يا اخي فريد بالرغم من الحزن الشديد والصدمة التي اصابتني وبالرغم من حديثي بل وذهولي حيث كنت اتمنى ان يكون مشهد وفاتك حلما امامي وامام زوجتك وابنك غسان كنت اتمنى ان يأتي الي شخص ليقول استيقظ انت تحلم فريد حي.. بكيت كثيرا يا اخي الحبيب حتى جفت الدموع واستيقظت من الاوهام وعلمت انك حي عند ربك ترزق.. وهذا قدر الله ولا مرد لقضاء الله (إنا لله وإنا إليه راجعون), نعم يؤلمني الفراق ويؤلم الملايين ممن رعيتهم او صادقتهم واحببتهم.ولكن ما اجمل ان يدعوك الله اليه يا حبيبي وصديقي وسيدي واستاذي بكيت عندما قرأت ما قالوه عنك احبابك من كل انحاء العالم.. وعندما كتبت عنك جريدة (عكاظ) وتوقف القلب الابيض في الصين يا صاحب القلب الابيض, كنت اتمنى ان تكون حيا لتعرف ان الناس كلهم يحبونك يعزي فيك الملك وولي العهد والعلماء والاغنياء والفقراء والمساكين والنساء والاطفال, كنت اتمنى ان تكون حيا عندما اتصل الأمير سلطان الذي احببته عندما قابلته قبل خمس عشرة سنة في الطائف لدعم الهيئة بالمصاريف الادارية واستمر دعمه حتى اليوم اتصل ليطمئن ويتصل بنفسه بالسفير والقائم بالاعمال ويتصل بمنزلي في الخبر ويتصل بي في الصين ليسأل عنك ويحثني بحزن الاب وولي الامر الحنون على ابناء شعبه ليرفع من معنوياتي واهلك ليتك كنت حيا عندما اتصل الأمير عبدالعزيز بن فهد وامر ان يكرم جثمانك الطاهر بامر ولاة الامر بنقلك بطائرة خاصة لك انت وحدك.. وهأنذا الآن اكتب هذه الكلمات في الطائرة التي تحمل جسدك الطاهر واشعر بيقين ان الله معنا الى جنة الخلد ايها القلب الابيض. اسأل الله ان يرزقك الجنة ونعيمها وان تلتقي مع النبيين والصديقين والشهداء وان نحذو حذوك وان نظل نسعى مع اخواننا في دعم الخير والاغاثة من اجل رعاية الفقراء والمساكين والمحتاجين في العالم استودعك الله وارجو ان القاك في الجنة.اخوكد. نبيل ياسين القرشي