د. شجاع البقمي

shujaa_albogmi@

يمثل مطار الملك سلمان الدولي نقلة نوعية جديدة على مستوى مطارات العالم، بل إنه سيصبح أنموذجا عالميا يحتذى به، فالمخطط الرئيسي للمطار سينطلق من حيث انتهت أكبر مطارات العالم، وسيكون علامة فارقة في قطاع النقل والخدمات اللوجستية محليا وإقليميا وعالميا، الأمر الذي يجعله مركزا مهما ووجهة بارزة.

وفي الوقت الذي سيصبح فيه المطار واحدا من أكبر المطارات في العالم، حيث سيمتد على مساحة تقارب 57 كم2. وسيعمل المطار على رفع الطاقة الاستيعابية لتصل إلى 120 مليون مسافر بحلول عام 2030، كما يستهدف الوصول إلى 185 مليون مسافر، ومرور ما يصل إلى 3.5 مليون طن من البضائع بحلول عام 2050، وهي أرقام كبيرة جدا، وتبرهن على قيمة ومكانة هذا المطار الدولي.

كما أنه من المتوقع أن يصبح المخطط الرئيسي للمطار عاملا رئيسيا في تسريع نمو سوق السفر الجوي، فيما سيتم تنفيذ المرافق السكنية والترفيهية والمحلات التجارية، وفق أفضل المعايير الابتكارية، بتصاميم تحاكي الثقافة السعودية، ليوفر بذلك تجربة سفر فريدة بخدمات انسيابية وبكفاءة وفاعلية للزوار والمسافرين.

وسيسهم مطار الملك سلمان الدولي في زيادة الطاقة الاستيعابية لتواكب وتدعم حجم النمو المتزايد، في ظل نمو قطاعات السياحة والتجارة والنقل، كما أنه سيعمل على تعزيز الربط الجوي ورفع الطاقة الاستيعابية، وتمكين المملكة من تحقيق إستراتيجياتها الوطنية في عدة قطاعات مثل السياحة والنقل، وتحقيق مستهدفاتها في تنويع النشاط الاقتصادي وتعزيز الصادرات.

وسيدعم المطار تنمية العديد من القطاعات بمدينة الرياض لتكون مركز أعمال عالميا رائدا وبمستوى جودة حياة متقدمة، فيما من المتوقع أن يساهم المطار بحوالي 27 مليار ريال سنويا في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي، وأن يسهم في توفير نحو 103 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، بما يساهم بالتالي في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.

وسيسهم مطار الملك سلمان الدولي لتصبح المملكة خامس أكبر مركز عالمي للطيران عبر جذب حركة المسافرين الدوليين والرابط بين قارات أفريقيا وآسيا وأوروبا، كما سيدعم مطار الملك سلمان خطة المملكة لتكون الرياض ضمن أكبر عشرة اقتصادات مدن في العالم، ولمواكبة النمو المستمر في عدد سكان العاصمة لما يتراوح بين 15 و20 مليون نسمة بحلول عام 2030 بإذن الله.

ويضع مشروع مطار الملك سلمان الدولي الاستدامة ضمن أولوياته، وسيسعى للحصول على شهادة LEED البلاتينية للمشاريع الصديقة للبيئة، وسيكون مدعوما بموارد الطاقة، بما يواكب خطط المملكة الطموحة فيما يتعلق بتنفيذ المبادرات الحيوية في هذا الخصوص، مثل مبادرتي الشرق الأوسط الأخضر، والسعودية الخضراء.