اليوم - ترجمة: إسلام فرج

قالت مجلة بوليتيكو: إن دعم القطاع الزراعة الأوكراني ضرورة ملحة لإنقاذ العالم من أزمة غذاء والحد من ارتفاع أسعار المواد الغذائية عالميًا.

وبحسب مقال لـأندريه فاداتيورسكي، فمنذ أن بدأت روسيا غزوها الشامل لأوكرانيا، تكثر الأمثلة على هيمنتها المتصاعدة، كما يتضح من قرارها تعليق ممر الحبوب في البحر الأسود أواخر الشهر الماضي، ثم استأنفته مرة أخرى بعد أيام.

تخفيف حدة الأزمة

وأردف يقول: من خلال التخفيف من حدة الأزمة التي أحدثتها في المقام الأول، حاولت موسكو أن تُظهر لمؤيدي أوكرانيا الغربيين أن لديها كل الأوراق، وأن قبول الشروط الروسية سيكون السبيل الوحيد لإنهاء الحرب.

وتابع: في الوقت نفسه، تلوم روسيا أوكرانيا على انخفاض إمدادات الحبوب إلى الأسواق العالمية في إفريقيا وأجزاء أخرى من العالم التي تضررت بشدة من ارتفاع أسعار المواد الغذائية، حيث قدمت نفسها كدولة خيرة تشعر بالقلق إزاء الجوع في العالم.

ومضى يقول: لكن مع ذلك، وكطريقة لإلحاق المزيد من الضرر باقتصاد البلاد، تحد روسيا بشدة من قدرة المزارعين في أوكرانيا على تصدير منتجاتهم عن طريق البحر إلى إفريقيا وأماكن أخرى.

قطاع حيوي

وأردف: قبل الحرب، كان قطاع الزراعة في أوكرانيا يمثل 11% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد و41% من صادراتها، التي بلغت قيمتها 27 مليار دولار، وهذا القطاع الحيوي الآن في حاجة ماسة إلى المساعدة.

وأشار الكاتب إلى أنه وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة ككل، عانى قطاع الزراعة الأوكراني من أضرار وخسائر قدرها 30.5 مليار دولار.

ونبه إلى أن تغيير مسار بعض الصادرات الزراعية إلى السكك الحديدية والطرق البرية والنقل النهري تسبب في ارتفاع تكاليف اللوجيستيات من 10 إلى 40 مرة، اعتمادًا على المسار.

وأضاف: كما كانت الصادرات عبر بولندا ورومانيا بطيئة للغاية بسبب التأخيرات البيروقراطية على الحدود.

حطام مبنى في دونيتسك جراء القصف الروسي على المنطقة أوكرانية - رويترز

مصلحة مباشرة

وتابع: لمواجهة استراتيجية روسيا، تحتاج الدول الغربية إلى الاعتراف بأن لديها مصلحة مباشرة في دعم القطاع الزراعي في أوكرانيا في أقرب وقت ممكن.

وأردف: لن يساهم استمرار عمل المزارعين الأوكرانيين في الحفاظ على اقتصاد البلاد فحسب، بل سيساعد أيضًا على خفض أسعار الغذاء العالمية ومنع الهجرة من أفقر دول العالم.

ومضى يقول: يجب على الحكومات والمقرضين الغربيين زيادة خيارات التمويل وتوفير المرونة في سداد الديون على وجه السرعة، حتى يتمكن المزارعون والتجار ومقدمو الخدمات اللوجستية من الحفاظ على هذه الصناعة ذات الأهمية الحيوية.

أضرار الحرب

ولفت إلى أن استبدال المرافق والمعدات التي تضررت من الحرب هو أيضا المفتاح لذلك، نظرًا لأن أكثر من نصف سعة تخزين الحبوب في أوكرانيا لم يعد متاحًا، حيث يحتاج المزارعون بشدة إلى صوامع مؤقتة لتخزين الحبوب، بالإضافة إلى آلات للتحميل والتفريغ.

وزاد: إضافة إلى أوديسا، يجب توسيع ممر الحبوب ليشمل ميناء ميكولايف أيضًا، والذي كان يمثل 30% من صادرات أوكرانيا قبل الحرب.

مساعدة فورية

واستطرد: قبل الغزو، كانت أوكرانيا ثاني أكبر مصدر للحبوب في العالم بعد الولايات المتحدة، حيث كانت تمثل حوالي 14% من إجمالي واردات الحبوب في الاتحاد الأوروبي، بينما كانت أيضًا موردًا مهمًا للقمح لدول مثل بنغلاديش ومصر وليبيا واليمن.

وأشار إلى أنه مع زيادة الطلب على الغذاء مع استمرار نمو عدد سكان العالم، يجب أن تتمتع أوكرانيا بمستقبل مشرق كقوة زراعية قوية، وهذا يحتاج إلى مساعدة فورية.