تهاني المعشي

من أعظم الأخلاق التي ينبغي أن يتحلى بها المسلم الحق في كل المواقف والأحوال؛ لأن الإنسان معتدل المزاج، عفيف اللسان، متسامح، يتحلى بالعفو عند المقدرة، ولذلك جعل الله سبحانه وتعالى هذه الصفة من صفات وخصائص المؤمنين الصادقين، فقال في القرآن الكريم: (الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين).

لا يوجد في هذه الحياة أعظم من السيطرة على النفس عند الغضب، وعند الشدة، ولا ننسى أن النفس أكبر عدو للإنسان،

النفس الأمَّارة بالسوء هي تلك النفس التي تأمر صاحبها بكل سوء، من الشهوات الفائرة، والنزعات الجائرة، والحقد وغيرها؛ فإن تساهل العبد معها، وأطاعها فيما تأمر وتنهي قادته لكل قبيح ومكروه، قال -تعالى-: (إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌرَحِيمٌ) يوسف:53

لذلك يجب تهذيب النفس وما يأتي تهذيبها إلا بالطاعة والعبادة والتقرب إلى الله والدعاء دائمًا بالهداية، ويجب أن نحاول أن نقود أنفسنا، لا هي التي تقودنا حتى نستطيع أن نكون ذوي قوة وحكمة، ويوجد الكثير من القصص التي تحث على ضبط النفس وتعطينا القوة والصبر والجهاد؛ للوصول لهذا الأمر، ومن علاجها كذلك: الإكثار من العمل الصالح؛ فهو وظيفة الدنيا، وحسنة الآخرة، وهو حصن حصين، ودرع متينة، كيف لا؟! وقد تكفَّل الله بالعناية بصاحبه، حيث قال في الحديث القدسي: «وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبّه، فإذا أحببته كنتُ سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يُبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنه» (رواه البخاري).

لذلك من أهم ما قد يُكتب عنه وينال جهودًا هو ضبط النفس، وددتُ كتابة الكثير عن هذا الموضوع، ولكن هو أوسع وأكبر من أن أستطيع اختصاره بمقال بسيط يعبّر عني، ولذلك أكتفي بهذا، وأسال الله لي ولكم الثبات في الدنيا والآخرة.

@TAHANIALMUASHI