محمد حمد الصويغ

أفكار وخواطر

mhsuwaigh98@hotmail.com

أظن ظنًّا لا يساوره الشك بأن الصغار أكثر إعجابًا من الكبار بالأفلام الكرتونية التي تُعرض بالعديد من القنوات التلفازية العربية منها وغير العربية، وليس أدل على ذلك من إلحاح الأطفال أثناء التجمّعات الأسرية للتركيز على تلك القنوات ذات الاهتمام بتلك الأفلام، فهل تؤثر هذه المشاهدات على شخصية الطفل؟ والإجابة عن هذا السؤال المطروح هي: نعم، فلها تأثير مباشر على خيالات الطفل وأمزجته، وقد تزجُّ به في متاهات التوتر والقلق، وقد تدفعه إلى «تقمّص» شخصيات الأبطال التي شاهدها في تلك الأفلام بطريقة لا شعورية أحيانًا، وهنا مكمن الخطر، فالصفات البطولية التي قد يقلدها الطفل لا تمثل بالضرورة مسالك حميدة، بل هي ثقافة ربما تتعارض في أشكالها ومضامينها مع العديد من العادات والتقاليد الاجتماعية المعمول بها.

ومن هذا المنطلق أقول إن على أولياء الأمور مراقبة أنواع تلك الأفلام، وحجب ما يضر منها بخيالات الطفل، فالدراسات الحديثة تؤكد بما لا يقبل الجدل أو النقاش أن نسبة هائلة من تلك الأفلام الكرتونية أدت بشكل عملي إلى ظهور وتفشي مشكلات خطيرة في أوساط الأطفال كظاهرة العنف والإجرام والبطل الفرد وغيرها من السلوكيات التي لا تتفق مع قِيَم المجتمعات المحافظة على أصالة تقاليدها الاجتماعية، وقابلية الطفل لمحاكاة تلك السلوكيات المنحرفة لا علاقة لها بتلك القيم، بل هي مرتبطة بالبيئة الخاصة لكُتَّاب يحاولون إسدال أفكارهم على تلك الأفلام وهي لا تحمل بالضرورة جوانب إيجابية، وتقمّصها من قِبَل الأطفال لا ينسجم إطلاقًا مع المبادئ والمعتقدات السليمة لكثير من المجتمعات بما فيها المجتمعات العربية والإسلامية.