بيان آل يعقوب

@bayian03

القيادة، كلمة تحمل في فحواها القوة، والعزم، ويعتبرها الكثيرون رمزًا للوحدة، والانتصار، فجميعنا يعرف القيادة، ولكنْ.. قليل مَن يتقنها، فهي مسؤولية كبيرة لا يتحمَّلها أي شخص، وتتطلب وجهًا صارمًا، وآخر مرنًا.

الحزم، أول ما يحتاجه القائد، ليس لإظهار الجبروت، بل للإمساك بدفة الأمور، فالقائد يحتاج الحزم؛ ليكوّن لنفسه قاعدة يستند عليها، فرُبَّان السفينة يحتاج الكثير من الحزم خصوصًا في الحالات الحرجة في عرض البحر، ويلي الحزم الصبر، فالقيادة تتطلب حبل الصبر، فالصبر للقائد كمرساة السفينة؛ فهي تثبت السفينة؛ ليرى الربَّان المشاكل التي يواجهها، ولا يعني رفع المرسلة نفاد الصبر، بل على العكس، فمعنى ذلك أن الصبر ارتقى لمستوى أعلى يستطيع الربَّان الإبحار بلا مشاكل بإذن الله، وبعد.. يحين دور التشجيع، فالعمل في جوٍ مسمومٍ ينتج عملًا سامًّا لا يُسمن، ولا يغني من جوع، فتلطيف الأجواء مهم، لضمان كفاءة الأداء على الأقل، فيستطيع الربَّان أن ينشد مع طاقمه أثناء عملهم، لا ليوقفها مؤقتًا، بل ليكملوا عملهم بنشاط، فالعمل يأتي كالرياح، تارةً هادئة، وتارةً عاصفة، وهذه جميعها تمثل الوجه الجدي للقيادة.

الحكمة، والتروِّي يأتيان سويًّا عند الحاجة، فعندما تضيع السفينة في البحر لا قدر الله، بعصبية الربان ليست مفيدة، بل التفكير بتروٍّ هو المفيد، وستُحل المعضلة بإذن الله، يليهما التعامل بإنسانية؛ عامِل أفرادك كأناسٍ عاديين، ولا تعاملهم بعنف، وعنصرية، فكلاهما ينخران في عزيمة أفرادك، فلو وبَّخ الربَّان طاقمه، وأرشده للفعل الصحيح سيتمكَّنون من إصلاح أخطائهم، لكن توبيخهم وإهانتهم بالكلام سيجعل الربَّان مَن يقود السفينة بطاقم يلحُّ عليه بالعودة للديار!

وأخيرًا تأتي المروءة، فلو أصيب فرد من أفرادك لأي سبب، فالمرونة تكمن في مساعدته، وليس بتركه يتألم، فلو تعثر أحد البحَّارة، وسقط في البحر، فالمروءة هنا هي إنقاذه؛ فالتصرف النابع من مروءة القائد سيجعله كبيرًا بعين أفراده، فينفذون ما يطلبه منه، فهؤلاء يكونون الوجه المَرن للقائد.

أهم ما يحتاجه القائد، وجميع الأفراد هو الثقة ببعضهم البعض، فالثقة تولد التآلف، والتآزر، وكلاهما ينتج الحوار المشترك الذي يؤدي الإنجاز هدف المجموعة المطلوبة، وهكذا سيقوم الجميع بعمله على أكمل وجه بإذن الله تعالى.