خرجت السينما السعودية من عباءة التكرار والتقليد وتميزت بجرأة الطرح، وجاء فيلم عبد بإلقاء حجراً وسط مياه راكدة من خلال تسليط الضوء على مشكلة مجتمعية لم يسبق طرحها.
وتدور قصة الفيلم حول شخصية سكِّر، الذي يواجه هو وزوجته لطيفة موجة غضب من المجتمع بسبب فيلم فيقرر السفر عبر الزمن من أجل تعديل هذا الخطأ ولكن تخرج الامور عن السيطرة.
التقت اليوم مع مخرج العمل منصور أسد للحديث أكثر عن تفاصيل الفيلم، الذي ينطلق عرضه اليوم الثلاثاء، ضمن الأفلام المشاركة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي.
خيال علمي وقصة جريئة
-حدثنا عن مشاركتك في مهرجان البحر الأحمر السينمائي ؟
الحمدلله فيلم عبد تم اختياره لفوزه بالدعم من مهرجان البحر الأحمر بسبب تميز نوع الفيلم وهو الخيال العلمي وجرأة القصة.
- لقي الإعلان الترويجي الخاص بالفيلم السعودي عبد رواجًا بين رواد السوشال ميديا نظرًا لجرأة الفكرة التي يطرحها الفيلم على حد تعبير، ماذا يعني لك هذا الاهتمام؟
الرواج الذي حصل بعد الإعلان كان متوقع ومقصود، المشهد الذي حصل للناس وهي في حالة عصبية هو مشهد داخل الفيلم والردود كانت مشابهة جدا للأحداث من داخل الفيلم، سأستطيع الحديث أكثر عن الفيلم بعد عرضه بإذن الله.
عمل شخصي يصل للجمهور
_ هل تسعى من خلال الأسلوب السينمائي للفيلم إلى تأسيس موجة سينمائية سعودية جديدة؟
بالنسبة لي لم أحاول إلا صناعة فيلم طويل، وعلى أساس الميزانية اندرجت الكثير من الأمور الإخراجية، أكيد كان لي ستايلي أسلوبي الخاص لكن لم أظهر كل قدراتي الإخراجية بسبب الميزانية.
- كيف حاولت في فيلمك أن تجمع بين فيلم محلي وفيلم موجه للجمهور العالمي في الوقت نفسه؟
أنا مؤمن أن العمل كلما كان شخصي أكثر كلما وصل للناس أكثر، الجمهور العالمي مهتم أن يشوف قصة من ثقافتك بطابع إنتاجي ممتع، وإلا لا يوجد داعي لأن يُرى فيلم بلغة مختلفة عن بلده غير هذا السبب.
جرأة الطرح وصورة مبهرة
- الفيلم تميز بجرأة الطرح والواقعية وجاء بطريقة مغايرة عن الطرق المعتادة سينمائيًّا، كيف تصفه؟
الفيلم تميّز بجرأته ليس فقط من ناحية الطرح بل حتى الصورة كانت مختلفة ومُبهرة بصريا، أعتقد المشاهد السعودي يبحث عن قصة تمثله بجانب المتعة البصرية لكي لا يشعر بأنه مجبور على المشاهدة.
- وصف الفيلم بشجاعة الطرح ولكن هل سنشاهد جرأة في المعالجة؟
الجرأة مسألة نسبية، من ناحيتي الشخصية نعم أرى أن هناك جرأة في الطرح؛ البعض قد يراه جرأة أكثر من اللازم والبعض يراه طبيعي أو أقل، أرى أن ننتظر رأي الجمهور.
كسر الحاجز الوهمي
- ما سبب اختيارك لهذه الفكرة؟
فكرة الفيلم مأخوذة ١٠٠٪ من معاناتي الشخصية لكن بطرح مختلف وتعديلات تناسب المشهد السينمائي، وفي قالب خيال علمي ممتع ليكون أسهل على المشاهد تقبل القصة.
- تناول الفيلم مواضيع حساسة ولكن حدود حريات الرأي ضيقة بشكل عام في مجتمعاتنا كيف تعاملت مع هذا؟
حدود الحرية مرتفعة لكن أغلبية المبدعين يخافون الجمهور، وعلى أحدنا أن يغامر بكسر هذا الحاجز الوهمي.
الدعم المادي و تطوير الشخصيات
-لماذا تم تصوير الفيلم على ٣ دفعات ؟
بالطبع بسبب الميزانية، الفيلم لم ينتظر الدعم المادي الكامل في وقت واحد، في كل مرة يتم توفير ميزانية تبدأ مرحلة الإنتاج، لو تم الانتظار حتى تكتمل الميزانية كاملة؛ وبسبب الشغف تم الانتهاء منه وهو جاهز للعرض في المهرجانات وصالات السينما.
- كيف تم اختيار أبطال الفيلم ؟
تم اختيارهم بناءً على تجاربهم في حياتهم الواقعية ومرورهم بمراحل مشابهة لحياة الشخصية، وتم تطوير الشخصيات بعد ذلك لتناسب الحبكة.
دقة الطرح في جميع التفاصيل
_ ما الصعوبات التي واجهتك في التحضيرات؟
الفيلم يقع في فئة الخيال العلمي، لذا شارك في تحضير المشاهد محترفين مثل مصمم القتال وطبيب في العناية المركزة وشيف فرنسي، تمت مراجعة جميع المشاهد التي تطلب إشراف من جهات معنية، مراعاة للدقة في جميع التفاصيل، الأمر الذي تطلب إعادة كتابة الكثير من المشاهد.
- هل تضمن الفيلم مشاهد اكشن لو تحدثنا عنها؟
يوجد مشهد أكشن قتالي تطلب تحضيره تجهيز الممثلين وتدريبهم على طريقة القتال بطريقة احترافية، وبحمد الله لم تحدث أضرار جانبية كثيرة.
سبب اختيار عنوان الفيلم
- لماذا تم اختيار اسم الفيلم بـ(عبد)؟
عبد هنا المقصود فيه هو عبد المجتمع، وهو من يتحكم فيه رأي أهله ورأي أصدقاءه ووسائل التواصل الاجتماعي وكل شخص يعرفه؛ لذلك هو عبد عندهم وتحت رحمتهم في محاولة إرضائهم.