قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إن الحرب أدت إلى ترويض الأوليجاركية الأوكرانية، وخلقت مساحة للتغيير الديمقراطي.
وبحسب تقرير للصحيفة، على مدار يومين في أكتوبر، دمرت 8 صواريخ كروز روسية آلات مهمة في محطة طاقة ضخمة تعمل بالفحم تقدر بملايين الدولارات.
تعميق أزمة أحمدوف
مضى التقرير يقول: كانت الهجمات تهدف إلى ترك أوكرانيا باردة ومظلمة الشتاء المقبل، لكنها أيضًا عمّقت الأزمة المالية لمالك المحطة رينات أحمدوف، أغنى رجل في البلاد.
وتابع: وفقا لمجلة فوربس، تراجعت ثروة أحمدوف من 7.6 إلى 4.3 مليار دولار منذ غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير، فيما قدرت المجلة ثروته عام 2012، قبل ضم روسيا شبه جزيرة القرم ودعم الانفصاليين شرق أوكرانيا، وهي مواقع يمتلك فيها أحمدوف العديد من الأصول، بـ 16 مليارًا.
وأردف: تعود الخسائر إلى حد كبير إلى تدمير روسيا ومصادرة شبكاته الواسعة من محطات الطاقة والصلب ومناجم الفحم والعمليات الزراعية، أبرزها مصنعي الصلب الضخمين في مدينة ماريوبول الساحلية، بما في ذلك آزوفستال.
ونوه التقرير بأن أحمدوف يقاضي روسيا في المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، مطالبًا بمبلغ يصل إلى 20 مليار دولار.
تداعيات الحرب على الأثرياء
استطرد التقرير: أن يصبح الملياردير أقل من ملياردير لا يكسر القلوب في بلد يخوض حربًا من أجل وجوده، لكن ذلك يقدم بعض الأفكار حول تأثير الغزو الروسي على الأوليجاركية الأوكرانية، الأقل من 20 شخصًا ثريًا بشكل خيالي ممن مارسوا نفوذًا ضخمًا، وفي كثير من الأحيان تأثير خبيثًا على السياسة والاقتصاد والمجتمع منذ استقلال البلاد في عام 1991.
وقال التقرير: في مقابلات مع أكثر من 20 من المسؤولين الحاليين والسابقين والمحللين، أوكرانيين وأمريكيين، اتفق جميعهم تقريبًا على أن القوة المهيمنة لـحكم القلة في الحياة الأوكرانية قد تضاءلت.
نهاية حقبة سياسية
تابع تقرير صحيفة واشنطن بوست الأمريكية: أشار هؤلاء إلى أنه بفعل الخسائر الفادحة من الحرب والضغط الحكومي المتزايد، فإن السكان الذين نشطوا مؤخرا لم يعودوا مستعدين لتحمل سياسات الماضي، وقالوا إن ذلك قد يمنح أوكرانيا الفرصة لإعادة بناء مجتمع ما بعد الحرب بحيث يكون أكثر ديمقراطية وأقل فسادًا وأكثر تنوعًا اقتصاديًا.
ونقل التقرير عن فيكتور أندروسيف، المستشار السابق لأندريه يرماك، كبير مساعدي الرئيس فولوديمير زيلينسكي، قوله: هذه نهاية حقبة سياسيًا وثقافيًا.
كما نقل التقرير عن أحمدوف، في مراسلات مع صحيفة واشنطن بوست عبر واتساب، قوله: إنه يدعم التنويع الاقتصادي.
وعندما سئل عن رؤيته لأوكرانيا بعد الحرب، دعا إلى خطة مارشال الجديدة باستثمارات بمئات المليارات من الدولارات، وإعادة تشكيل دولة على النموذج الغربي وليس الروسي.
ضغط ما قبل الغزو
حسب تقرير صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، كان الضغط على الأوليجاركية يتزايد قبل الغزو الروسي، مع قانون إزالة الأوليجاركية الذي روج له زيلينسكي ودخل حيز التنفيذ العام الجاري.
ولفت إلى أن القانون يضع قيودًا على النشاط السياسي للأفراد فاحشي الثراء، بما في ذلك أولئك الذين لديهم أصول كبيرة في مجال الإعلام لأسباب سياسية ومالية.
وأردف: تضع حكومة زيلينسكي أيضًا تدابير لمكافحة الاحتكارات التي يسيطر عليها الأوليجاركيون في مناطق من تعدين الفحم إلى الكهرباء والسكك الحديدية.