على صوت الأمواج المتلاطمة وفي ظلام دامس لا تقطعه سوى بعض الأشعة المتلألئة المنبعثة من نجوم السماء، ينام 275 مبحرًا، داخل سفينتهم التي تشق طريقها في المحيط الهادئ، ليقطع نومهم اصطدام مفاجئ في السفينة ومن ثمّ سقوط كل واحد من مكانه، دون إدراك أو فهم للوضع.
السفينة تغرق، لم يدركوا سوى ذلك، فقد اصطدمت سفينتهم ذات الهيكل الخشبي البخارية بالسفينة الشراعية أورفيوس، عند جنوب غرب كيب فلاتري بولاية واشنطن الأمريكية، وغرقت سريعًا بهم وبما تحويه من بضائع.
ظل حادث غرق السفينة في الرابع من نوفمبر عام 1875م، أكثر الكوارث البحرية فتكًا على طول الساحل الغربي للولايات المتحدة، إذ غرق الـ 275 راكبًا وأفراد الطاقم باستثناء اثنين قدر لهم أن ينجيا.
أكثر من 146 عامًا مروا على غرق تلك السفينة الخشبية، إلا أنها ظلت محط اهتمام وتفكير الكثيرين، بل وأضاع البعض حياتهم بحثًا عنها في أعماق المحيط، ولعل ذلك قد يبدو ممتعًا للبعض عندما يعرفوا أن السفينة الغارقة كانت تحمل شحنة كبيرة من الذهب، بلغت قيمتها حينذاك ما يقرب من 179 ألف دولار، أي ما يعادل نحو 5 ملايين دولار اليوم.
شحنة ذهب وشوفان وجلود
السفينة البخارية كانت تحمل شحنة تضم بضائع، من بينها أكياس من الشوفان وجلود، لكن أثمن ما احتوت عليه كان 90 كلغ (200 رطل) من الذهب، وأخيرًا استطاع فريق بحثي من اكتشاف موقعها.
أعلنت مؤسسة Northwest Shipwreck Alliance، أن اثنين من باحثيها وهما؛ ماثيو مكولي وجيف هاميل؛ تمكنا من تحديد موقع الباخرة المفقودة، نقلا عن skynews.
وقال المتحدث الرسمي باسم Northwest Shipwreck Alliance إن إيجاد السفينة الغارقة لأكثر من قرن تطلب فحصًا دقيقًا ومتكررًا لموقع فقدها باستخدام السونار وتنفيذ عمليات غوص لمركبات تعمل تحت الماء عن بُعد، لجمع بيانات وأدلة كافية.
متحف مخصص لعرض القطع الأثرية
أوضح خبراء في المؤسسة، أنهم تأكدوا من أن السفينة التي عثروا عليها هي السفينة المقصودة بعدما اكتشفوا شيئين دائريين في قاع البحر على مسافة قصيرة من بقية الحطام، يُعتقد أنهما عجلات المجداف الخاصة بالباخرة.
واتخذت المؤسسة الإجراءات القانونية اللازمة للاستخراج الحصري للحطام، لكنهم لم يعلنوا للجمهور موقعها تحديدًا، واكتفوا بالقول إنها تقع على بعد حوالي 23 ميلًا من الشاطئ، على عمق يتراوح بين ألف وألفي قدم.
وأعلنت المؤسسة أنها ستفتتح متحفًا مخصصًا لعرض القطع الأثرية المستخرجة من الحطام، مع إتاحة نافذة زمنية يمكن لأحفاد طاقم السفينة وركابها خلالها تأكيد الملكية في المحكمة.