قال موقع ذي أرتيكيل، إن محاولة الانقلاب في بيرو أعادت عقارب الساعة إلى الوراء في أمريكا اللاتينية.
وبحسب مقال لـ بن ماكشين، عندما بدت أمريكا اللاتينية وكأنها تبتعد عن القادة الديماجوجيين (مخادعو الجماهير عن طريق الخطاب العاطفي) من اليسار واليمين، لم تنجح بيرو في ذلك.
الجيش يرفض الدعم
وأضاف: قُبض على بيدرو كاستيلو، رئيس بيرو اليساري الذي انتخب في يونيو 2021، في نفس اليوم الذي حاول فيه حل الكونجرس وإعلان حالة الطوارئ وإعادة كتابة الدستور.
وأردف: في ظهر 7 ديسمبر، تحرك كاستيلو لحل المجلس التشريعي، قبل 3 ساعات من موعد مؤتمر كان يسعى لإقالته من منصبه.
وتابع: أعلن كاستيلو أن حل الكونجرس سيمهد الطريق لانتخابات جديدة في غضون 9 أشهر على الأقل، وحتى يحين ذلك الوقت ستكون حالة الطوارئ سارية يحكم خلالها كاستيلو من خلال سلطات الطوارئ.
وأضاف: رفض جيش بيرو دعم رئيسهم اليساري، تمامًا كما رفض الجيش البرازيلي دعم اليميني جواو بولسونارو عندما حاول تنظيم انتفاضة شبيهة بانتفاضة دونالد ترامب ضد الفوز الضيق الذي حققه لولا دا سيلفا.
صدامات متواصلة
وتابع: في بيرو، ألقي القبض على كاستيلو ووجهت إليه 6 تهم تتعلق بالفساد وعمل فتنة غير دستورية في محاولته الانقلابية.
ومضى يقول: تميزت فترة الرئاسة القصيرة لكاستيلو بصدامات متواصلة مع المؤسسة السياسية والإعلامية. وحاول خصومه اليمينيون عزله 3 مرات.
وأضاف: انقلب حزب كاستيلو نفسه ضده بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، حيث صوت الكونجرس لمقاضاته بأغلبية ساحقة. وهو خامس رئيس بيروفي سابق في غضون 4 سنوات.
وتابع: أعلنت قوات الشرطة البيروفية عند اعتقاله أن التهمة الأخيرة لكاستيلو هي التمرد وخرق النظام الدستوري.
يسار غير محصن من الفساد
ومضى يقول: أدت نائبة الرئيس دينا بولوارت اليمين الدستورية كأول امرأة رئيسة في تاريخ بيرو. ودعت إلى الحوار بين جميع القوى السياسية والتوصل إلى هدنة سياسية للتركيز على محاربة الفساد.
وبحسب الكاتب، أظهر كاستيلو أن اليسار ليس محصنًا ضد إساءة استخدام السلطة التي يُتهم بها اليمين في أمريكا اللاتينية بانتظام.
وأضاف: بدا انتخاب كاستيلو العام الماضي وكأنه جزء من اتجاه الموجة الوردية التي تنتشر عبر القارة، حيث شهدت كولومبيا والبرازيل وبيرو وتشيلي والأرجنتين انتخاب حكومات يسارية في العامين الماضيين.
خيبة أمل
وأضاف: قد يكون صعود اليسار مفهومًا بشكل أفضل، ليس تأييدًا له، ولكن كعقوبة لسوء الإدارة من قبل الحكومات اليمينية.
وتابع: في بيرو، كان هناك 8 رؤساء في السنوات الـ 20 الماضية. لقد كان الفساد هو لائحة الاتهام المتكررة بحق كل منهم تلو الآخر. يبدو أن القصر الرئاسي هو كأس مسمومة.
وأردف: قد يرحب الناخبون المصابون بخيبة الأمل بحقيقة أنه تم تفادي الفوضى والانقلاب، لكن ليس هناك الكثير للاحتفال به في بيرو، حيث الطبقة السياسية في الأمة ممزقة بالفساد ومشهورة بعدم القدرة على الحكم.