رسالة وصلتني تقول: «هل ممكن قلمك يكتب عنا؟ عن الأشخاص الذين أنهوا دراستهم الجامعية وبدأوا حديثا في العمل، في مهنتهم التي طالما كانوا يحلمون بممارستها على أرض الواقع، ولكن خوف البدايات كيف نتغلب عليه؟ قرأت كثيرا عن الخوف من المجهول وكيفية التعامل معه، لكن من أول يوم في العمل بدأ بمصاحبتي إلى هذا اليوم، أخاف بلا سبب، وأخاف من الوقوع في الخطأ، رغم أني لم يصدر مني خطأ، بالعكس أنجزت كثيرا من الأعمال، كيف أتغلب عليه؟».
كل ما يصاحب البدايات من خوف هو أمر طبيعي، بل لا يخاف إلا أهل الهمة والطموح، ولكن الأهم ألا يتجاوز الخوف حده فيتحول من دافع إلى معيق.
وحيث إن السنة الأولى في العمل هي مرحلة محورية في حياة الإنسان، ونقلة من مرحلة إلى أخرى، فلا بد من الخوف، لأن الانطباع الأول يدوم طويلا، وبالعادة من بدأ جادا فسيستمر في النجاح، ومن بدأ ضعيفا فلن يستمر طويلا.
لتجاوز صعوبات السنة الأولى في العمل أعتقد أن هناك ثلاث جهات تسهم في النجاح: الأسرة والموظف والمؤسسة.
فالأسرة عليها دور أساس في تهيئة الابن أو البنت لمرحلة العمل، والوقوف معه عندما يبدأ، بمتابعته ومساندته والاستماع إليه، يجب أن يُشارك الابن والابنة هذه المرحلة الانتقالية المهمة، بالاستماع لما مر عليه وما واجهه يوميا، مع إعطائه النصح والتوجيه من القادر عليها.
والموظف أيضا نفسه عليه مسؤولية، بأن يدرك أن ميدان العمل يختلف عن ميدان الدراسة، وأن يدخل بنية صادقة وبالاستعانة بالله متسلحا بالعلم والمعرفة التي لا تتوقف بتخرجه من الجامعة بل يستمر دوما بالتعلم من خلال الدورات التدريبية والقراءة والاستماع للمواد المفيدة ومنها السير الذاتية للناجحين، فالتعلم يطور القدرات ويغير السلوك نحو الأفضل، وإذا تمكن من ذلك عليه أن يكون واثقا من قدراته، فرب العالمين لا يضيع أجر من أحسن عملا، ولينظر إلى الخطأ في حال وقوعه على أنه خبرة تساعده في مسيرته الطويلة، ولا يتهرب من عمل أوكل إليه، ولا يستعجل في صعود درجات السلم.
أيضا المؤسسة عليها مسؤولية كبيرة في مراعاة وضع الموظف الجديد، والتعامل معه وفق خبرته المحدودة، وعلى المؤسسة أن تكون متعلمة تعلم أفرادها وتطور مستوياتهم إن أرادت -هي وقيادتها- النجاح.
باختصار: ما نجح فيه غيرك ستنجح فيه، فتوكل على الله وأقدم..
@shlash2020