تدخل أشجار المزارع ، هذه الأيام مرحلة السبات أو البيات الشتوي خلال فصل الشتاء، التي تمتد قرابة 3 أشهر، تحظى من خلالها الأشجار بالعديد من الاهتمامات والمميزات، تبدأ بتشذيب وترتيب وتهذيب الشجرة، وتحسينها، والعناية بها، وتقليب تربتها، وإزالة الحشائش وإضافة السماد البقري، وتقليم أغصانها ومكافحة الآفات وحمايتها، لتنعم في فترة البيات الشتوي بمراحل نمو وتطور تكسبها تكيفاً بيئياً كل عام .
وتشتهر محافظة الطائف وجنوبها ، ومحافظة ميسان ، بزراعة العديد من المحاصيل الزراعية وفي مقدمتها العنب، والرمان، والحماط، والتوت، والخوخ أبو خدين، واللوز البجلي، والفركس، والبخارى، حيث يبدأ المزارعون بكسب الوقت والعمل بمدة تستمر إلى أكثر من 40 يومًا، تكون أولى هذه المراحل التسميد وتهيئة معادن التربة الضرورية من الفوسفور، والبوتاسيوم، والكالسيوم، والكبريت، والمغنسيوم، والنحاس، والزنك، والحديد، والبورون، والنيكل، وغيرها، ومن ثم تقليم الأغصان، ومكافحة الآفات، ووقف الري، حيث يشكل موسم السبات الشتوي أحد مظاهر العمل والجد والاجتهاد، والأصالة والبهجة الراسخة في نفوس المواطنين وأبنائهم من الزارعين؛ لما لهذه الفترة من قيمة وأهمية رئيسة للأشجار تعطي دلالات على معطيات الشجرة في فترة النمو الخضري والتزهير والثمار لضمان غزارة المحصول الزراعي في الإنتاج، وتكمل على أثرها الشجرة الحلقة السنوية لنموها وتطورها في فصلي الشتاء والصيف .
وتقضي مرحلة السبات الشتوي أو النوم والهدوء للأشجار؛ حتى قدوم الربيع الدافئ وهطول الأمطار فتتحرر البراعم من سباتها وتنمو وتخضر الأوراق وتشكل الأزهار، حيث تحتاج أصناف أشجار الفاكهة خلال فترة السبات الشتوي ذات الأوراق المتساقطة والرائجة جنوب الطائف إلى بضعة أشهر وأيام وساعات باردة تتكيف بها مع السبات، وفور انسدال دفء أشعة الشمس المتساقطة تنتهي الأشجار من سباتها وتبدأ مراحل إنتاج الأوراق والأزهار ونمو البراعم الطبيعية وارتفاع قوة وحيوية الأشجار وازدياد إنتاجها .
وتحدث لوكالة الأنباء السعودية المزارع محمد المالكي، الذي أكد أن المزارع الطائفي يرتبط بأرضه ارتباطاً وثيقاً؛ وهي من السمات المهمة التي اتسم بها كثير من المواطنين المزارعين في قرى الطائف وجنوبها، موضحاً أن المزارع يستعد وينشط هذه الأيام لأعمال السبات الشتوي أو ما يعرف بالبيات الشتوي أو الهدوء أو السكون أو النوم للأشجار و دخولها في فترة من كل عام يتم فيها تأهيل الشجر الموجودة في المزارع بواسطة أدوات متنوعة تتمثل في مقص لإزالة الفروع الزائدة، ومسحاة للتقليب، ومرشاة وغيرها، لتقليل المسافات بين الأغصان، وإزالة الشوائب التي تحيط بالشجرة، مؤكداً أن لفترة السبات الشتوي فوائد مهمة في الحقل الزراعي .
وأشار إلى أن أي نقص بالاهتمام في الشجرة خلال فترة البيات الشتوي وعدم اكتفائها من الاحتياج المطلوب للنوع أو الصنف المحدد يؤدي إلى تأخير نمو البراعم، وتدني قدرة الأزهار، وتأخير التوريق الشجري وعدم انتظامه، وإلى سرعة هرم الأشجار وانخفاض إنتاجها، حيث تعود أهمية السبات الشتوي العميق في الأشجار المتساقطة الأوراق مستديمة الخضرة على تحمل انخفاض درجات الحرارة في فصلي الخريف والشتاء مما يسهم في حمايتها من التلف والموت، ومن فوائده المهمة أيضاً نموها وإنتاجها الطبيعي في فصل الصيف، وحفاظها على حيويتها و قدرتها العمرية في الإنتاج لمدة قد تصل من 50 إلى 100 عام، موضحاً أن من الوسائل الزراعية المستخدمة خلال فترة السبات الشتوي، منع الري، والتقليم، وإزالة البراعم، من على طرود النمو والإثمار .