صفاء قرة محمد ـ بيروت

في ظل غياب الدولة اللبنانية، التي تبسط أمنها واستقرارها على كل الأراضي، ووسط تسلّط حزب الله على المؤسسات الرسمية، تنصل الأخير عن مسؤوليته بمقتل وجرح ثلاثة جنود من الكتيبة الإيرلندية العاملة في «اليونيفيل» في منطقة العاقبية.

ومع إنكار «حزب الله» للحادثة، توالت المواقف الرسمية المحلية الشاجبة للاعتداء، كما لاقتها مواقف دولية داعية إلى تحقيق سريع وشفاف.

أسف حكومي

وأبدى رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي «أسفه العميق للحادث الأليم، الذي تعرضت له الدورية الإيرلندية التابعة لقوات حفظ السلام في منطقة العاقبية جنوب البلاد»، مشددًا على «ضرورة إجراء السلطات المعنية التحقيقات اللازمة لكشف ملابسات الحادث وعلى تحاشي تكراره مستقبلًا».

وناشد «جميع الأطراف التحلّي بالحكمة وسعة الصدر في هذه المرحلة الحرجة، التي يمر بها الوطن».

وأجرى ميقاتي، اتصالين بقائد الجيش العماد جوزيف عون والقائد العام لـ«اليونيفيل» الجنرال آرولدو لازارو واطلع منهما على ملابسات الحادث. كما أبرق إلى رئيس إيرلندا مايكل دانيال هيغينز، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش معزيًا ومعبرًا عن تضامنه معهما في هذا الحادث الأليم.

أفراد من اليونيفيل يقفون قرب المركبة التي كانت تقل جنديًا أيرلنديًا قُتل بمدينة العقبية- رويترز

بيان «الخارجية»

إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان، أنّها «تتابع باهتمام كبير مع السلطات اللبنانية المعنيّة كافّة واليونيفيل، التّحقيقات الّتي باشرتها، للتّمكّن من محاسبة المسؤولين عنه»، مجدّدةً التّأكيد على «احترامها وتقديرها العالي لعمل الكتيبة الإيرلنديّة ولجميع قوّات اليونيفيل في الجنوب».

وشدّدت على «أهميّة الحفاظ على أمن جميع القوّات الدّوليّة العاملة في لبنان وسلامتها».

ملابسات الحادثة

من جهته، أشار وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم، إلى أن «التحقيق الذي بوشر به سيوضح ملابسات هذه الحادثة الأليمة».

وأكدت قيادة الجيش اللبناني أنّ «هؤلاء الجنود، كما باقي رفاقهم، مثال للتّفاني والإخلاص في أداء الواجب، وأنّ تضحياتهم محلّ تقدير عميق من المؤسسة العسكرية واللّبنانيّين جميعًا».

وقالت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان، يوانا فرونتسكا، «إنّني حزنت كثيرًا لوفاة الجندي الإيرلندي التّابع لليونيفيل»، مشيرةً إلى «أنّني أتقدّم بأحرّ التّعازي إلى عائلته وإلى رئيس بعثة اليونيفيل اللّواء أرولدو لازارو، وجميع جنود حفظ السلام في جنوب لبنان»، مشددة على أنّ «إجراء تحقيق سريع وشامل لتحديد وقائع هذه الحادثة المأسويّة، أمر بالغ الأهميّة».