يحدث في أماكن كثيرة من هذا العالم ممن يفترشون أرض اليأس ويلتحفون سماء التردد - إن وجدت حقا مبادرة- أن ترى أناسا لا يكاد يعرف يومهم من أمسهم إلا برقم التاريخ، أناسا اعتادت قلوبهم على وأد أحلامهم دون أن يأنبهم ضمير الهمة، تنتظر يدا سحرية تقتحم حياتهم لتصنع لهم مجدا وضاء، بل وتعتقد بذلك أنها بذلت كل جهدها للسير نحو المستقبل، والأصل أنك لو رأيتهم بعد ١٠ سنوات فلن يفوتك شيء مما تركته فيهم ابتداء بالأفكار وانتهاء بالنجاحات التي كان من المفترض أن تذيل بأسمائهم.
دعني قليلا - يا صديقي - أسوق لك بعض الجمل الجديدة على مسمعك التي لم يطرق بابها من قبل الكثير، أروي عطش قلبك الذي لم يمل من طرح سؤال واحد عليك في كل يوم ألا وهو: متى سأحقق النجاح الذي أريد؟
القمة - أيها الإيجابي - تتسع لكل أحد، والنجاح ليس حكرا على أحد، وما زالت دفاتر التاريخ تحمل المزيد من الأوراق الفارغة لتكتب مجدك عليها، ويقرأها الجميع، ويتعلم منها ويستشهد بها، فقط بادر بالوقوف الحقيقي وفاجئ أحلامك النائمة، واخلع عنها لحاف اليأس والتسويف بيد التغيير منك لتستيقظ من جديد.
ولكي تفهم نفسك حق الفهم، انظر إلى الصورة الكبيرة من حياتك، فالإطارات أحيانا ما تقزم من معاني الصور وتخنق أصل الحكاية فيها، اعط نفسك ما تستحق من تقدير ومكانة ولا تقارنها بغيرها، فما لا يمتلكه غيرك قد تمتلكه أنت، لكنك لم تشاهده حين قررت وضع السكين فوق عنق بعض أحلامك.
أنت موجود وما زلت بفضل الله تتنفس عافية مع كل صباح جديد، فما الذي يمنعك من تحقيق كل أحلامك، نعم.. أنا أعنيها تماما كل أحلامك، فالنجاح ليس على متن قطار يفوتك إن فاتك موعد رحلته، ولا يعترف أيضا بأعذار الأعمار فالتاريخ مليء بالكثير الذين رسموا لهم مكانا أعالي القمم بعد عمر الأربعين والخمسين.
قد تقول: لقد تأخرت كثيرا، لكنك بمجرد نهوضك أنت تصنع ولادة شمس جديدة، وإضافة معان لأول مرة تشعر وكأنك تلامسها بيدك قبل شفتيك، وتأكد أنه سيصبح لكل شيء معنى آخر في حياتك.
تذكير:
* العديد من اليائسين في حياتهم هم أناس لم يدركوا مدى قربهم من النجاح عندما تخلوا عن أحلامهم.
@aiyoubi