حظيت واحة النخيل بمحافظة الأحساء بإعجاب وإشادة العديد من السياح وزوار كأس العالم، خصوصا في ظل اعتماد العديد من الحرف اليدوية المتوارثة عليها وما يخرج عنها من منتجات تراثية جاذبة.
وأكد الزوار استمتاعهم بالفعاليات المتنوعة ضمن مهرجان واحة الأحساء، والتي شملت عروضًا مسرحية، وندوات تثقيفية تطرقت إحداها إلى الخيل العربي وتاريخه بالمنطقة.
وقالت السائحة سوزانه من التشيك: زرت أماكن مختلفة في المملكة، وهذه المرة الأولى التي أزور الأحساء، وأعجبت كثيرًا بما وجدته من طبيعة ساحرة وواحة خضراء واهتمام كبير بالنخيل ومنتجاته المختلفة.
تطور شامل ونهضة حقيقية
وأضاف مارك من أيرلندا: شاهدت خلال تواجدي في المملكة طوال الـ10 سنوات تطورًا شاملًا ونهضة حقيقية في مختلف المجالات، واهتمامًا بالبنية التحتية.
وأردف: سعدت كثيرًا بمعرفتي للعادات والتقاليد، وبما لمسته من كرم الأهالي خلال الجلوس معهم، وأحببت الأكلات الشعبية المختلفة، وتبهرني الأحساء، كونها واحة جميلة والتي تجد الاهتمام والرعاية، بالإضافة إلى منتج التمور واهتمام الأهالي بالعديد من الحرف اليدوية التي تعتمد على بقايا النخلة.
الأعمال اليدوية
في سوق الحرفيين بقصر محيرس، يستقبل الحرفي عيسى العيسى، 64 عامًا، بابتسامته الزوار والسياح وزوار كأس العالم للتعريف بحرفة المليف، قائلًا: النخلة تشكل عنصرًا هامًا في الحياة، خصوصًا لمن ارتبط بها وكان قريبا منها، بل إنها تعطي الكثير، من طبيعة ساحرة وهواء نقي وظل وتمور بأنواعها المختلفة
وأضاف: بعد تلفها وعدم صلاحيتها زراعيًا نجد لكل جزء منها فائدة، مثل الليف والخوص والكرب وغيرها، واستخدامها بالأعمال اليدوية المختلفة حتى أصبحت محط أنظار الجميع بإنتاج قطع تراثية كانت تستخدم في الماضي ولا تزال موجودة في وقتنا الحالي.
وذكر العيسى، أن أبرز المنتجات التي تخرج من النخيل هي: الليف، والحبال، والقرطلة، والميزب الخاص بالأطفال والعمارية، ومكنسة التنظيف، والزبلان والميزان،
وأشار إلى أنه بجانب عمله بحرفة المليف، يعمل أيضًا بحرفة السدو، وصناعة العقال الحساوي باستخدام القطن والصو.
وبيَّن أنه لأكثر من 25 عامًا يشارك في الكثير من اللقاءات والمهرجانات بمختلف مناطق المملكة وخارجها مثل دول الخليج وفرنسا.
حرفة الخوصيات
وقالت الحرفية بشرى محمد: تعلمت حرفة الخوصيات من والدتي وما زلت أعمل بها، ونصنع من النخلة ومنتجاتها السعف والخوص، والكثير من المنتجات مثل السفرة والمهفة والزبلان والقبعات.
وأضافت: نحرص على الاهتمام بالنخلة ورعايتها في كل شؤونها فهي تعطينا الكثير.
ولفتت إلى أنها تجيب على أسئلة الزوار والسياح عن أهمية الاستفادة من النخلة، وأنه بعد التلف يمكن الاستفادة منها.
إقبال لافت على العروض
وعلى مسرح قصر محيرس، وضمن فعاليات واحة الأحساء، تفاعل الزوار مع العروض المسرحية المقدمة، والتي منها مسرحية جزيرة البرباس، والتي تدور قصتها حول جزيرة يعمها الجهل وينجح أهلها في النجاة باللجوء إلى العلم.
وشارك في المسرحية كل من محمد علي الموسى، سارة حسن، أحمد المروض، طاهر العثمان، عادل الشاوي، أحمد الشهاب، عبد المحسن العثمان، عبدالهادي العثمان، محمد الجمعة، غدير المروض، حسين النحوي، إيلاف المروض، وهي من تأليف وإخراج باسم الهلال.
كما استمتع الزوار بعروض مسرحية صندوق الأسرار إذ تدور القصة عن طفلين في وقت غفلة الأهل عنهما تجد الفتاة جهازًا لوحيًا وتستخدمه دون مراقبة وتقع في مشكلات مواقع التواصل وفي الأخير ينتصر العم رشيد في مساعدة الفتاة، وهي من تأليف وإخراج باسم الهلال.
اللؤلؤ والخيل جواهر شرق شبه الجزيرة النفيسة
ذكرت الباحثة فاطمة عمر العلي، الحاصلة على الماجستير من كلية الآداب بجامعة الملك فيصل بالأحساء، عن دراستها تجارة الخيل في شرق شبه الجزيرة العربية 1288هـ- 1331هـ، خلال ندوة بعنوان الخيل العربي ثقافة وتجارة أقيمت على مسرح الخيالة في عين النجم، أن الخيل تعتبر من أجود السلع التي صدرتها شبه الجزيرة العربية لأقطار العالم.
ولفتت إلى أن الكويت والبصرة كانتا خلال تلك الفترة مركزًا رئيسيًا لتصدير الخيل وتوافرت فيهما الموانئ والسفن المناسبة لنقلها، وكان نقل الخيل البحري يتطلب سفنًا بمواصفات خاصة، فاستحدثت سفن البغلة، وتأسست شركة المراكب العربية المحدودة لتطوير النقل البحري بين الكويت والهند، واستوردت عربات النقل التي تجرها الخيل إلى بلاد العرب.
وأكدت أن الخطاب الإسلامي في عمومه تضمن سواء في الكتاب أو السنة الحث على استخدام الخيل في خدمة الإسلام وتهذيب النفس وتوجيهها لاقتناء الخيل.
وبينت فاطمة العلى، أن كرائم الخيل في شرق شبه الجزيرة العربية ذات صيت ذائع، فعرفت المنطقة بغناها بالخيل، وأصبح اللؤلؤ والخيل هما جواهر شرق شبه الجزيرة النفيسة، ولهذا ارتفعت الأهمية التجارية لها في أنحاء العالم.
جولة نموذجية.. مبادرة لتأهيل 30 مرشدة ومرشدًا
أطلق المهتم بالمجال السياحي م. عبد الله بن صالح، مبادرة لتأهيل 30 مرشدة ومرشدًا مستجدين تحت عنوان الجولة النموذجية، بهدف تعريفهم بالمعلومات السياحية المتكاملة، والمسارات السياحية وتنمية مهاراتهم وتجويد الخدمات المقدمة للسياح.
وشهدت المبادرة زيارة مواقع سياحية لفاعليات واحة الأحساء، والالتقاء بعدد من الزوار والسياح بمواقع مختلفة ومنها عين نجم، وسوق القيصرية، وقصر محيرس، وموقع حماس مشجعي كأس العالم، والمدرسة الأميرية، وقصر إبراهيم، ومنطقة الكوت التاريخية، وصكة الشيخ أبو بكر، وبيت البيعة، وسوق ذهب الهفوف ولقاء شيخ الصاغة للحديث عن تاريخ السوق.