ترجمة: إسلام فرج

ذكرت مجلة بوليتيكو أن فوز الأرجنتين ببطولة كأس العالم العالم لكرة القدم التي أقيمت في قطر في مباراة نهائية ملحمية، يمنح شعورًا جديدًا بالأمل لهذا البلد الذي تمزقه أزمة اقتصادية عميقة.

وبحسب تقرير لـ هانز دير بورشارد، كان نهائي المونديال متوترًا بشكل لا يصدق.

شعور بالأمل

نُقل عن الأرجنتيني هنريكي فيرينز، الذي كان يشجع منتخب بلاده في قطر للفوز بكأس العالم للمرة الثالثة، قوله: إنه أمر لا يصدق. الفوز يذكرني بالفوز بالكاس في 1986 تحت قيادة أسطورة كرة القدم دييجو مارادونا. هذا الفوز مصدر ارتياح كبير لنا نظرًا للوضع الذي نحن فيه.

وتابع التقرير: لخصت كلمات فيرينز الشعور العام الذي كان ينمو في بلد معروف بحماسه لكرة القدم ولكنه أيضًا مزقته الأزمات على مدار الأسابيع الماضية. مع تقدم المنتخب، تولد لدى الناس بشكل متزايد أمل جديد وشعور بالنشوة، وهي حالة لم يعرفها الكثيرون في البلاد، والتي تتميز على ما يبدو بأزمات اقتصادية دائمة وانخفاض قيمة العملة المتسارع، لفترة طويلة.

سنوات مريرة

مضى التقرير يقول: ذات مرة، قبل حوالي 100 عام، كانت الأرجنتين واحدة من أغنى البلدان في العالم، وواجهت العديد من الانهيارات الاقتصادية في العقود الماضية، لكن السنوات الأخيرة كانت مريرة بشكل خاص.

وتابع: بلغ التضخم ما يقرب من 100 % هذا العام، مما أدى بسرعة إلى القضاء على المدخرات والعديد من الأحلام، خاصة بين الطبقة المتوسطة.

وأردف: تحاول حكومة الرئيس ألبرتو فرنانديز اليسارية تحقيق الاستقرار في كل من العملة والاقتصاد، من خلال تقييد أو فرض ضرائب على صادرات السلع الأساسية في البلاد، لكن المنتقدين يقولون إن هذه الإجراءات الحمائية فاقمت فقط البؤس الاقتصادي في الأرجنتين.

القضاء على الإحباط

أضاف التقرير: في شوارع العاصمة بوينس آيرس وأماكن أخرى، زاد عدد الأشخاص الذين لا مأوى لهم، وأولئك الذين يحاولون يائسين كسب عيشهم من خلال البحث في صناديق القمامة عن المنتجات القابلة لإعادة التدوير بشكل كبير في السنوات الأخيرة.

وبحسب التقرير، قضى الفوز بكأس العالم، للحظة على الأقل، على الشعور العام بالإحباط والفشل الذي ساد البلاد منذ فترة طويلة.

المنتخب الأرجنتيني يحتفل بالفوز بالكأس عقب انتصاره على المنتخب الفرنسي - رويترز

نمو الفرص

استطرد: على الرغم من أنه من غير المحتمل أن يكون للنصر تأثير ملموس على الوضع الاقتصادي للبلاد وشعبها، حيث يعيش ما يقرب من 40% منهم تحت خط الفقر، فإن الأمل والفخر المعاد اكتشافهما يتزامنان مع نمو الفرص السياسية والاقتصادية للأرجنتين.

وتابع: على الرغم من سنوات عديدة من الكساد الاقتصادي، وسوء الإدارة السياسية، وحالات الفساد المتفشية، فإن الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية تحتفظ بالكثير من الإمكانات بفضل الموارد الأحفورية مثل الغاز والليثيوم، وهو مكون رئيسي للبطاريات في السيارات الكهربائية والإلكترونيات.

وأكمل: إضافة إلى ذلك، يمكن أن يشهد العام القادم أيضًا التصديق على اتفاقية التجارة، التي طال انتظارها بين الاتحاد الأوروبي وكتلة ميركوسور، حيث أدت الحرب الروسية ضد أوكرانيا والتوترات المتزايدة مع الصين إلى تغيير في الرأي بين العديد من السياسيين الأوروبيين، الذين عارضوا الاتفاق منذ فترة طويلة، ولكنهم يرون الآن الحاجة إلى إقامة علاقات أوثق مع الديمقراطيات في أمريكا الجنوبية.

تغيير سياسي

وأردف: يمكن أن يأتي التغيير أيضًا على المستوى السياسي الوطني، حيث ستجري الأرجنتين انتخابات عامة في أكتوبر من العام المقبل.

وتابع: أشار البعض في بوينس آيرس يوم الأحد إلى أن المرة الأخيرة التي فازت فيها الأرجنتين بكأس العالم، في عام 1986، كانت بعد 3 سنوات فقط من سقوط الديكتاتورية العسكرية، وأن انتصار هذا العام يمثل لحظة فريدة حيث تنطلق البلاد في طريق ديمقراطي جديد.