فاطمة عبد الرحمن - الأحساء

أكد المسرحي فهد ردة الحارثي على وجوب بحث أسباب ضعف الإنتاج المسرحي، وذكر أن تقرير الحالة الثقافية للمملكة لعام 2021 الصادر عن وزارة الثقافة يشير لحالة ضعف الإنتاج المسرحي لدينا بوضوح.

وأضاف أن التقرير سجل في عام 2019 أكثر من 220 عرضًا، فيما يشير لوجود 29 عرضًا فقط وهو فارق كبير، ويجب أن يتوقف ليفكر، لماذا حدث هذا؟ وأين مكامن القصور؟ وكيف يمكن إعادة وهج النشاط المسرحي وتفعيل حالة الإنتاج النشط به؟

الهيئة جهة منظمة ومشرعة

قال الحارثي: مما يؤسف له أن كل ذلك حصل بعد تواجد هيئة المسرح والفنون الأدائية، التي استبشرنا بها خيرًا، وظننا أنها المحرك القادم النشط لوتيرة الإنتاج المسرحي.

وأوضح أن ما يحدث أن هيئة المسرح والفنون الأدائية، تقول إنها جهة منظمة ومشرعة وراسمة للخطط والاستراتيجيات، وليس من مهامها الإنتاج المسرحي، وأنها وحتى وهي تدعم البعض القليل من العروض، فهي تقوم بذلك حرصًا على عدم توقف الإنتاج؛ لأن الأمر ليس من مهامها.

توقف الإنتاج من قبل الجهات المختصة

أشار الحارثي إلى أن جمعية الثقافة والفنون توقفت عن الإنتاج منذ زمن، بحجة عدم توافر ميزانيات لديها، وكانت هي المنتج الأول للمسرح في المملكة.

وأضاف الأندية الرياضية وبيوت الشباب توقفت أيضًا عن دعم إنتاج المسرح الشاب، الذي كان رافدًا ومحركًا مهمًا للفعل المسرحي، الفرق الخاصة في طريقها للزوال، بعد أن أصبحت تعاني عدم الاعتراف بها رسميا، ورغبة هيئة المسرح والفنون الأدائية في تحويلها لجمعيات أو أندية أو مؤسسات حتى تتعامل معها.

وبين أن الجامعات قل إنتاج العروض بها، وإن كان لم يتوقف فيبرز عرض هنا أو هناك، وكذلك المؤسسات والشركات التي دخلت خط الإنتاج المسرحي، دخلت من باب التجارة وترسية عقود، ولا علاقة لها بفن ولا مسرح، هي تحرص على ترويج منتج مدعوم من قبل جهة معينة.

فهد الحارثي يشير لضعف الإنتاج المسرحي لدينا بوضوح - اليوم

وتابع: ينفذ كما في العقد 10 عروض أو 7 أو 3، وفق المتفق عليه، ثم يغيب العمل نهائيًا، للبحث عن فرصة دعم جديدة، ولو اختفى الداعم لما أنتجت عملًا واحدًا، فهدفها ليس الإنتاج، وليس الجمهور، وليس المنتج، بل الدعم الذي تحصل عليه من قبل الجهة الراعية.

مشكلات لا حل لها

يكمل ردة: يظل السؤال قائما من سينتج المسرح في ظل غياب جهات الإنتاج كلها دفعة واحدة، علاوة على مشكلات منها: غياب قاعة المسرح المجهزة في معظم المدن، وهي مشكلة حلها بيد وزارة الثقافة عبر إطلاق مشروع وطني، لبناء قاعات العرض في كل مدن وقرى المملكة.

إعادة تقويم وتقويم الدورات

وفيما يخص الدورات والورش قال: هي أكثر من الهم على القلب، ولها باب نقاش طويل سأختصره في أن مخرجات هذه الدورات والورش ضعيفة جدًا، وقد قدر لي مناقشة ومشاهدة شباب وشابات من مخرجات هذه الدورات، وتساءلت فعلًا ما فائدة هذه الدورات ومخرجاتها بهذا الضعف المعرفي؟، وهي بالفعل في حاجة ماسة لإعادة تقويم وتخطيط من قبل مختصين مسرحيين سعوديين، يعرفون كيف تكون لهذه الدورات قيمة؟ ومن هم المدربون الذين يقومون بها؟ وكيف يخطط لها؟ وكيف نفحص مخرجاتها؟ لأن ما يحدث عليه الكثير من علامات الاستفهام.