محمد حمد الصويغ

أفكار وخواطر

mhsuwaigh98@hotmail.com

قال رسولنا الأمين عليه أفضل الصلاة والسلام، في حديث صحيح عن عثمان بن عفان رضي الله عنه: «خيركم مَن تعلَّم القرآن وعلمه»، ذلك أن من أشرف العلوم على الإطلاق تعلّم القرآن وتفسيره وتدبُّر معانيه، وإزاء ذلك، جاء الاهتمام الملحوظ من قادة هذا الوطن العزيز بدءًا بمؤسّس الكيان السعودي الشامخ الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن يرحمه الله، ومرورًا بعهود أشباله الميامين من بعده حتى عهدنا الحاضر الزاهر الميمون تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء أيَّدهما الله، واستمرارًا لهذه العناية الواضحة بالكتاب الشريف، فقد أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، قبل أيام أثناء افتتاح سموه المجمع القرآني بمحافظة الجبيل، على أهمية هذا المنحى، وتحقيق أهدافه وأبعاده الحيوية، حيث قال: «يسرُّني أن أفتتح أحد المجمعات التي تُعنى بكلام الله، هذا المشروع المتميّز ضمن مشروع وقف - منار القرآن الكريم - والذي يأتي استمرارًا لاهتمام بلادنا بالقرآن وتعليمه للنشء، وبإذن الله سنرى حافظين وحافظات لكتاب الله يتخرجون من هذا المجمع المبارك».

وتلك كلمات جزلة تنمُّ عن استمرارية النهج القويم الذي سلكه قادة هذه الأمة للعناية بكتاب الله، فالمجمّع القرآني الجديد بمحافظة الجبيل سوف يزيد عدد المستفيدات منه على 5000 طالبة، ويشتمل على الإدارة الرئيسة وإدارة الإشراف النسائي ومدرسة تحفيظ قرآن نسائية، ومعهد إعداد معلمات القرآن الكريم، وروضة أطفال، ومركز تدريب نسائي، وملتقى فتيات، وقاعات متعددة الأغراض، وهو مشروع يُضاف إلى سلسلة من المشروعات الحيوية الخيرية في سائر مناطق ومحافظات ومدن المملكة؛ لدعم جمعيات تحفيظ القرآن داخل دائرة الاهتمام الكبير بكتاب الله، والسعي لتعليمه ونشره، وتبيان فضائله لأفراد مجتمعنا السعودي الناهض من الجنسين، وهو اهتمام بدأ منذ عهد التأسيس حتى يومنا الحاضر؛ لترسيخ التزام أبناء المملكة بعقيدتهم الإسلامية السمحة، واتخاذها أسلوب حياة وأسلوب تعامل في سائر شؤونهم وأمورهم.