محمد شنوان العنزي

نسيت أن أخبركم

طوى مونديال كأس العالم 2022 في قطر الصفحة الأخيرة من كتاب عنوانه كأس عالم لاينسى .. لماذا لاينسى ؟.. لأسباب عدة لقد أبدعت قطر في التنظيم والعمل وردت على كل المشككين حتى باتت هذه النسخة في نظر الكثير الأفضل والأكثر تنظيماً.. أيضاً تحقق حلم أعظم لاعب في تاريخ كرة القدم الحديثة ليونيل ميسي بالحصول على اللقب وسط تعاطف جماهيري كبير ..وأيضاً حقق العرب حضوراً لافتاً قطر في التنظيم.. المغرب في المشاركة والحصول على المركز الرابع كأفضل أنجاز لمنتخب عربي.

- ولكن دعونا نتوقف طويلاً عند نهائي المونديال هذا النهائي الذي بات واحداً من أعظم النهائيات على الأطلاق بين الارجنتين وبين فرنسا.. مباراة مجنونة بكل تفاصيلها وكل لحظاتها.. مباراة لم يكن السيناريو متوقعاً ولاحتى البطل لأخر لحظة .. مباراة شاهدنا من خلالها كل شي ممتع في كرة القدم.. المهارة .. السرعة .. الأثارة .. الفرص.. الأهداف ..ضربات الجزاء .. الأشواط الإضافية .. وركلات الترجيح.

- مباراة كان بداخلها مباراة أخرى بين الارجنتيني ليونيل ميسي والفرنسي كيليان مبابي .. كان قلبي مع ميسي لأنني أحبه كثيراً ولأنني متعاطف معه جداً وأرى من الظلم لاعب بحجمه يودع الملاعب دون أن يتوج ببطولة كأس العالم.. وكان عقلي مع مبابي هذا الفرنسي من أب كاميروني وأم جزائرية .. هذا الفرنسي صاحب الـ 24 ربيعاً.. وكل المؤشرات تقول أنه سيصبح ظاهرة كروية لامحالة .

- لا أخفيكم أنني كنت في النهائي بصراع بين قلبي وعقلي رغم أنني شجعت الارجنتين وشجعت ميسي وكنت سعيداً بالتقدم بهدفين دون مقابل.. ظننت عندها أن كل شي أنتهى وأن الحلم بات واقعاً وأن المباراة في متناول ميسي ورفاقه .. ولكن أذهلني ذلك الفرنسي المبهر مبابي الذي أعاد فرنسا إلى المباراة خلال 12 دقيقة فقط قبل صافرة النهاية.. قاتل .. حاول.. وكان قريباً حتى أخر لحظة من قتل حلم ميسي وعشاقه .

- نسيت أن أخبركم أنني عاصرت وتعايشت ورصدت الكثير من كؤؤوس العالم.. منذ كأس العالم 1982 في إسبانيا بعد أن تعذر أقامته في ألمانيا وشهد مشاركة أول منتخب خليجي وهو منتخب الكويت الشقيق وكذلك منتخب الجزائر ..وحتى كأس العالم 2022 في قطر .. لم أرى أجمل وأفضل وأمثل من هذه النسخة القطرية .. يكفي المدلولات العميقة التي وجهتها قطر للعالم منها استاد البيت وهو تحفه معمارية على شكل بيت الشعر العربي .. ومنها أول كأس عالم يبدأ بــ بسم الله الرحمن الرحيم .. ومنها أول كأس عالم يقرأ من خلاله القرآن الكريم.. ومنها لقطة الختام التي لن تفارق مخيلة العالم وعشاق كرة القدم البشت العربي الذي وضعه أمير قطر الأمير تميم بن حمد على كتف لونيل ميسي أثناء التتويج في رسالة واضحة هنا العرب .. هنا الخليج .. هنا قطر .. وسلامتكم.