علي بطيح العمري يكتب:

الحياة مدرسة من لم يتعلم منها فأقم عليه مأتما وعويلا، فالحياة تعلمك تارة، وتركلك تارة أخرى.. فاستفد من دروسها واحذر ركلاتها..

الناس معادن.. فيهم الصالح والطالح وأسوأهم المتلون.. بعضهم إذا «زاعلك» تتحول أسرارك معه إلى إعلانات تجارية ينثرها على رؤوس الأشهاد.

هناك أمور نضيق بها أحياناً.. لا نقوى على تحملها في دواخلنا.. فنلجأ إلى «الفضفضة» لنرتاح نفسيًا.. لأننا نحتاج إلى من يقاسمنا همومنا، ويشاركنا أوجاعنا، وإلى من يسدد خطواتنا، ويسدي لنا نصحاً أو يصحح رأيًا.. نفضفض لنبحث عن حلول لما يواجهنا من متاعب ومصاعب.. وقد قال الشاعر:

شَكَوْتُ وما الشَّكْوى لِمِثليَ عادةٌ

ولكِنْ الكؤوس تَفيضُ عِنْدَ امْتِلائِها

قد تكون الفضفضة أحياناً نوعا من التنفيس.. وهي هنا حل مناسب للتخفيف من الأوضاع النفسية المتوترة.. لكن للمهتمين بك.. فالإكثار من الفضفضة نوع من التعري أمام الملأ.. لأنك ستصبح بين إشفاق وإخفاق.. فبوحك لثقات يحملهم على الشفقة عليك، وبوحك على غير الثقات يطلعهم على نقاط ضعفك.

لذا كن على حذر..

لا تشكُ لمن هب ودب، لا تحولك الفضفضة مع الناس إلى زجاج يشف ما بداخله.. لا تعط أسرارك، وتنثر آلامك أمام كل أحد.

لا تخبر أحداً عن يدك التي تؤلمك فقد يأتي عليك يوم ويلويها صديقك الذي أخبرته.

لا تحدث أحداً عن سر دمعتك.. لربما عرف هذا الرفيق كيف يبكيك وينثر دمعاتك.

لا تستودع أحداً سرك؛ فتظل أسيراً له.. لا تتحدث أمام الآخرين عن نقاط ضعفك.. لأنهم سيمسكونك يومًا من يدك التي توجعك!

قفلة..

قال أبو البندري غفر الله له:

أكثر خيبات العمر.. حينما تلجئك الحياة لخيارين لا ثالث لهما؛ إما أن تظهر وجعك فتندم، وإما أن تكتمه فتتألم!

ولكم تحياتي،،،

‏@alomary2008