اليوم - ترجمة: إسلام فرج

قالت شبكة سي إن إن الأمريكية إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بريكست كسر الأسس الاقتصادية للبلاد.

وبحسب تحليل لـحنا زيادي، مر عامان منذ أن وقع رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون اتفاقه التجاري بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأعلن بانتصار أن بريطانيا ستكون مزدهرة وديناميكية وراضية بعد استكمال خروجها من الاتحاد الأوروبي.

إعاقة الاقتصاد البريطاني

وتابعت الكاتبة: وفقًا لجونسون، كان يفترض بصفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أن تمكن الشركات البريطانية من القيام بمزيد من الأعمال مع الاتحاد الأوروبي، وتترك بريطانيا حرة في إبرام الصفقات التجارية حول العالم مع الاستمرار في التصدير بسلاسة إلى سوق الاتحاد الأوروبي الذي يضم 450 مليون مستهلك.

ومضت تقول: في الواقع، أدى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى إعاقة الاقتصاد البريطاني، الذي لا يزال العضو الوحيد في مجموعة السبع، التي تضم مجموعة الاقتصادات المتقدمة كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة، باقتصاد أصغر مما كان عليه قبل جائحة كورونا.

مرور عامين على توقيع جونسون بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي - رويترز

سنوات من عدم اليقين

ولفتت إلى أن سنوات من عدم اليقين بشأن العلاقة التجارية المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي، الشريك التجاري الأكبر لبريطانيا، أضرت بالاستثمارات التجارية، والتي كانت في الربع الثالث أقل بنسبة 8% من مستويات ما قبل الوباء على الرغم من وجود صفقة تجارية بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي سارية لمدة عامين تقريبًا.

وأضافت: تعرض الجنيه الإسترليني لضربة، مما جعل الواردات أكثر تكلفة وأجج التضخم بينما فشل في تعزيز الصادرات، حتى في الوقت الذي تمتعت فيه أجزاء أخرى من العالم بطفرة تجارية بعد الوباء.

حواجز تجارية

ونبهت إلى أن بريكست وضع حواجز تجارية أمام الشركات البريطانية والشركات الأجنبية التي استخدمت بريطانيا كقاعدة أوروبية، ويؤثر على الواردات والصادرات، ويقوض الاستثمار ويساهم في نقص العمالة.

وتابعت: كل هذا أدى إلى تفاقم مشكلة التضخم في بريطانيا، مما أضر بالعمال ومجتمع الأعمال.

الحكومة تعمل على خفض الإنفاق وزيادة الضرائب - مشاع إبداعي

شعور بالكآبة

ونقلت عن ألان وينترز، المدير المشارك لمركز سياسة التجارة الشاملة في جامعة ساسكس، قوله: السبب الأكثر منطقية لكون أداء بريطانيا أسوأ نسبيًّا من الدول المماثلة هو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ولفتت إلى أن الشعور بالكآبة الذي يخيم على اقتصاد المملكة المتحدة يظهر في إضرابات العمال، الذين يخرجون بأعداد أكبر من أي وقت مضى بسبب الأجور والظروف، حيث إن أسوأ تضخم منذ عقود يؤثر على أجورهم.

مشكلة أكثر صعوبة

وأضافت: في الوقت نفسه، تعمل الحكومة على خفض الإنفاق وزيادة الضرائب لسد الفجوة في ميزانيتها.

وأردفت: في حين أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ليس سبب أزمة تكلفة المعيشة في بريطانيا، إلا أنه جعل حل المشكلة أكثر صعوبة.

ونقلت الكاتبة عن مايكل سوندرز، كبير المستشارين في أكسفورد إيكونوميكس والمسؤول السابق في بنك إنجلترا، قوله: اختارت لندن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في استفتاء، لكن الحكومة اختارت بعد ذلك شكلًا شديد الصعوبة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مما أدى إلى زيادة التكلفة الاقتصادية. ذهب إلى حد كبير أي أمل في الازدهار الاقتصادي من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.