ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أمنع حركة طالبان النساء من العمل في المنظمات الإنسانية المحلية والدولية، يهدد مساعدات بمليارات الدولارات تحافظ على أفغانستان من شفا المجاعة وسط انهيار اقتصادي.
وبحسب تقرير للصحيفة، فإن الحظر هو أحدث ضربة لحقوق المرأة، في ظل إدارة طالبان التي يبدو أنها تفضل إقصاء النساء من الحياة العامة على منع البلاد من الانزلاق، إلى مزيد من الكارثة الإنسانية الرهيبة، التي تهدد حياة الملايين من الأفغان.
تحذيرات
مضى التقرير يقول: حذر المرسوم، الذي أعلنته وزارة الاقتصاد، من أن الوزارة ستلغي تراخيص التشغيل لأي منظمات لا تمتثل.
وتابع: لم يتضح ما إذا كان الحظر سينطبق على وكالات المعونة التابعة للأمم المتحدة، وعلى جميع النساء أم على المواطنات الأفغانيات العاملات في منظمات الإغاثة.
ونقل عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية قوله في بيان: أي أمر من هذا القبيل ينتهك أهم الحقوق الأساسية للمرأة، فضلًا عن كونه انتهاكًا واضحًا للمبادئ الإنسانية. هذا القرار الأخير لن يؤدي إلا إلى مزيد من الأذى لأولئك الأكثر ضعفا، وخاصة النساء والفتيات.
أفغانستان على شفا المجاعة
استطرد التقرير: منذ انهيار الحكومة المدعومة من الغرب العام الماضي وانهيار الاقتصاد، تفاقمت أزمة سوء التغذية الطويلة الأمد في أفغانستان بشكل جذري.
وتابع: في جميع أنحاء البلاد، فقد ملايين الأفغان وظائفهم. ارتفعت أسعار المواد الغذائية إلى ما هو أبعد من متناول العديد من العائلات والأطفال.
ومضى يقول: وفقًا لتحليل للأمم المتحدة، يواجه اليوم ما يقرب من 20 مليون شخص، أي ما يعادل أكثر من نصف السكان، مستويات محتملة تهدد الحياة من انعدام الأمن الغذائي. من بين هؤلاء، 6 ملايين شخص على وشك المجاعة.
تدمير نظام المساعدات
أضاف: خلال العام الماضي، ساعدت مليارات الدولارات من المساعدات التي قدمتها المنظمات الإنسانية على إبعاد البلاد عن السقوط في المجاعة الجماعية، حيث قدمت الطعام المجاني لملايين العائلات التي كانت ستجوع لولا ذلك، وقدمت الرعاية الطبية المنقذة للحياة لملايين الأطفال الذين يعانون سوء التغذية.
وأردف: وفقًا لعمال الإغاثة، يرى العديد من منظمات الإغاثة الإنسانية أن هذه الخطوة التي تمنع الموظفات من النساء، يمكن أن توقف عملياتها في جميع أنحاء البلاد، حيث يرفض المانحون وصناع القرار التمييز الصريح ضد النساء في صفوفهم.
وبحسب التقرير، يقول عمال الإغاثة إن عمليات الإغلاق ستدمر بشكل فعال نظام المساعدات في أفغانستان، وتقطع شريان الحياة لعدد قياسي من الأفغان يبلغ 28.3 مليون، أو ثلثي السكان، من المتوقع أن يحتاجوا إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية العام المقبل.
إعاقة الوصول للنساء المحتاجات
أضاف: حتى بالنسبة للمجموعات التي لا تزال في أفغانستان، فإن فقدان العاملات في المجال الإنساني يمكن أن يعيق بشكل خطير إيصال المساعدات، ولا سيما إلى النساء المحتاجات.
وأردف: في أجزاء كثيرة من البلاد، تتفاعل النساء عادةً مع الرجال فقط في أسرتهن، ولن يكون بمقدورهن تلقي المساعدة مباشرة، مثل طرود الطعام أو الرعاية الطبية، من عمال الإغاثة الذكور.