ماجد السحيمي

رفعت أقلام كأس العالم ولكن صحفه لم تجف، فبعد أخبار المباريات والبرامج والتحليلات والتوقعات والتحديات والجماهير، جاءت خلاصة المونديال بإخراس كل الأفواه التي تجنت وكذبت ودلست على القيم العربية والموروث الأصيل المستمد من ديننا الحنيف أولا ثم من دهر عظيم مر به أجدادنا وآباؤنا ثانيا. كان الزي العربي حاضرا بكل قوة فمع تواجد الجمهور السعودي الذي كان علامة فارقة في المونديال في كل زاوية كان الثوب والعقال والشماغ والغترة حاضرين أيما حضور، شخصيا حضرت مباراة الأخضر مع الأرجنتين وبولندا ورأيت جمهورا عظيما يكتسي الثوب الأبيض أو قميص المنتخب يزأر كالأسود التي كان فقط ينقصها انتصار ثان على بولندا بعد أن أطحنا بمنتخب الأرجنتين - الذي حوّلناه إلى أضحوكة حينها - لولا تساهل وتجاهل الحكم على لاعبي مصارعة منتخب بولندا الذين تجنبوا كرة القدم وتفرغوا لفنون الرفس والضرب واللكمات و(التكويع) مع طردين مستحقين لو كان الحكم من احتياط منتخب بولندا لخجل وطردهما. المهم وحتى لا أحيد عن سياق المقال فإن الشخصية العربية الخليجية الأصيلة التي بُنيت على الفطرة السليمة وهي الاعتزاز بالدين والقادة والوطن والموروث وإكرام الضيف والترحيب به أهلا وسهلا والتعايش مع الآخرين أول ما يجده القادمون لهذا المحفل. خسر الغرب معركته الرخيصة على مفاهيم الفطرة السليمة التي لم يجد إلا يدا تضرب بحديد سواء من قوانين التنظيم أو الرفض الشعبي من الناس حتى انشغلوا بقضاياهم التافهة وجانبوا الهدف الرئيسي من قدومهم لهذا المونديال فخرجت منتخباتهم تجر أذيال الخسارة والبؤس واحدًا تلو الآخر شر خروج. هذا المونديال جعل العالم ينظر للخليج على أن حقيقته عكس ما يروّج له إعلامهم من أكاذيب لم تعد تنطلي على أحد بل أصبح كذبا مستهلكا، فمنذ عشرات السنين والمملكة تنظم الحج على أعلى المستويات من كافة الجوانب، التنقل جوا وبرا وبحرا والحشود والأمن والغذاء والسكن والصحة والمرور والمتابعة والرقابة وكل شيء يسير على ما يرام، فالكل يعلم أن ضيوف الرحمن مرحَّب بهم من ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين «حفظه الله»، وسمو ولي عهده الأمين «حفظه الله»، ثم من كل مستويات مسؤولي الدولة وموظفيها وشعب المملكة، ومن يسكن فيها، وعامًا بعد عام نوجّه صفعة لكل مشكك بالقول والعمل على الواقع الذي تبصره الأعين أمام الجميع، قيم أهل الجزيرة العربية بقيادة المملكة وأهلنا في دول الخليج أثبتت بالدليل القاطع أننا شعب يتحضر ويتطور بقيم ثابتة لا تتزحزح، بل إن هذه القيم هي وقودنا الأول للتطور والإنجاز، فلبس الشماغ والعقال يغطي الرأس، ولكن لا يغطي العقل، العقل غذاؤه المعرفة المستمرة التي لا تتعارض مع الدين وأساساته، بل هو الطريق دائمًا للمجد والعلياء.

وحتى ألقاكم الأسبوع المقبل «بإذن الله» أودعكم قائلا (النيات الطيبة لا تخسر أبدا).. في أمان الله.

@Majid_alsuhaimi