سامي الجاسم

في كل الخطوات المتعثرة درس جديد للنجاح، ومهما اختلفت الوسائل والسبل والطرق، نظل نبحث عن أنفسنا وطموحنا بين مجموعة من الأحداث التي تعلِّمنا، والأيام التي تفيدنا، والمواقف التي نستفيد منها.

ما أجمل أن تصنع نجاحك وتقاتل بكل قوتك من أجله، وما أروع ألا تكون ردَّات فعلك وقتية ولحظية حاضرة بحضور المواقف والأشخاص، بل هي متجددة وفعَّالة ومؤثرة.

اقرأ تاريخ السير بتمعُّن، واكتشف أننا أحيانًا نتآمر على طموحنا وأحلامنا، ونستسلم لكل تجربة نفشل في اجتيازها من أول وهلة، ونتجاهل أن العثرات تمنحنا قوة الوقوف والصلابة؛ لنعود أكثر قوة.

في قصص التاريخ عبرة وعظة، وفي المواقف التي مضت لنا رسالة، لكننا لا نأخذ العظة والعبرة منها، ولا نعرف أن نقرأ مضمون كثير من الرسائل التي تصلنا بين فينة وأخرى.

نجح آخرون في الوصول للقمة بسهولة؛ لأنهم لم يتنازلوا عن أيقونات نجاحهم، وثابروا ليحققوا الهدف، وكانوا أكثر إيجابية في حياتهم، فهم يدركون معنى الطاقة الإيجابية التي يجب أن تمنحها لنفسك حتى تحفزك على العطاء والعمل، وبذل الجهد، والنظرة الإيجابية لكافة الأمور في حياتك.

يفشل مَن يتباكى على ما مضى بحجة أنه لا يستطيع تدارك ما بقي، رغم أن كل الأمور تحت سيطرته، فهؤلاء لن يتجاوزوا حدود مكانهم المظلم؛ لأنهم تحسَّروا وندموا على أشياء لا تعود، وبرَّروا لأنفسهم السقوط، وعاشوا تبعاته، واستسلموا لكل المعوقات، فطغت سلبياتهم على كل شيء، وصدَّقوا كذبة كبرى اسمها انتظار الحظ الذي لم يأتِ، واكتفوا باستجداء العاطفة وإعطاء المبررات وتصديقها وجلب مزيدٍ من الخيبات.

مَن تركوا الساحة لبعض المفلسين سيندمون؛ لأن الأقوياء وحدهم يصنعون الوهج، ويحققون الحلم، وتأتيهم السعادة طوعًا، فتطلب ودهم راغبة بهم بلا نفور منهم.

مَن لا يبحث عن النجاح لا يأتيه، ومَن يعلّق أمنياته على الانتظار لن ينال ما يتمنى، ومَن يتكئ على الحظ وحده لتحقيق أهدافه سيقع، ومَن يكتفي بالقليل فلن يتحقق له إلا هذا القليل.

في مشوارك الطويل تحتاج هدفًا وطموحًا ورغبة وتضحية وعطاءً وصديقًا وسندًا حقيقيًّا، وفي الأغلب تحتاج أن تصنع لنفسك خلطة سرية بها مزيج من كل شيء، وتُدرك أنك وحدك مَن يعرف سر الخلطة، ويعمل على الحفاظ عليها، وتحقيق ما يريد بها ومنها.

samialjasim1