قال المتحدث الرسمي لمهرجان الملك عبدالعزيز للإبل بنسخته السابعة، محمد الحربي، إن عدد زوار المهرجان تخطى حاجز الـ800 ألف زائر منذ انطلاقته مطلع شهر ديسمبر الجاري، وسط توقعات كبيرة بزيادة العدد، خصوصًا مع احتدام المنافسات في مختلف السباقات.
بالتزامن من مهرجان الملك عبد العزيز للإبل في نسخته السابعة، نستعرض في التقرير التالي، عجائب ومزايا الإبل، حسب وكالة الأبناء السعودية، وموقع نادي الإبل.
الإبل في فضاء الشعراء
للإبل في فضاء الشعر والشعراء مساحة شاسعة ومحبة خاصة، فقد ذكروا صفاتها وأنواع سيرها.
وركز الشعراء على ذكر الناقة أكثر للدلالة على الإبل ذكرًا كان أو أنثى، فالإنسان والإبل بينهما تواصل ولهما حياة ممتدة منذ قديم الزمان.
وكان الآباء والأجداد يرتحلون من مدينة لأخرى على متون الإبل، وتحمل أمتعتهم، ويعيشون من الخيرات التي يكتنزها الإبل من اللحوم واللبن والوبر.
أسماء الإبل
تعد الإبل إحدى المخلوقات العجيبة التي وهبها الله مزايا تختص بها عن سائر المخلوقات الحية.
ووصف الله الإبل في القرآن الكريم وأعجوبة خلقه في عدة مواضع وبألفاظ مختلفة أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت، فيما ورد لفظ الناقة في 7 مواضع.
وتنتشر الإبل في قطاع واسع من الدول في أرجاء المعمورة، ولكل قوم أسماؤهم الخاصة بإبلهم وبيئاتهم، وللإبل أسماء حسب جنسها، فالجمل هو ذكر الإبل حيث يُطلق مسمى الجمل عليه إذا بلغ عامه الرابع، وهو مفرد وجمعه جمال وأجمال وجمالات، والبعير هو اسم يطلق على الذكر أو الأنثى وجمعه أبعرة وأباعر وبعران.
الشائع أن البعير يقصد به الذكر من الإبل، أما الناقة فيطلق على أنثى الجمل وهي تدل على المفرد وجمعها نوق أو أنواق وأنيق وأيانق ونياق، كما تسمى الإبل كذلك بألوانها فمنها المجاهيم والمغاتير التي لها 5 ألوان هي وضح، شقح، صفر، حمر، شعل.
قدرات الإبل
تتمتع الإبل بقدرات عجيبة في التعرف على الطريق في عتمة الليل، وفي أعماق الصحراء، إذ تتمكن من المسير إلى الوجهة التي تنوي الذهاب إليها دون أن تتوه أو تكلّ أو تملّ .
عندما نتعمق في أجزاء جسم الإبل، وفي جهازه الهضمي بالتحديد الذي يتكون من عدة أجزاء، تبدأ بالفم حيث الشفة العليا المنقسمة طوليًا والشفة السفلية المتدنية والتي تعملان معًا كالأصابع في جسم الإنسان لالتقاط المواد الغذائية.
فيما يتكون السطح الداخلي للفم المغطى بغشاء يحتوي على ندبات مخروطية الشكل، والتي تتحمل الأشواك التي تصادف الإبل لحظة تناولها الأعشاب الطبيعية المترامية في الصحراء.
فيما يوجد في سقف حلقها طبقة مخاطية ناعمة تعمل على ترطيب الفمـ وتعد عاملًا مساعدًا للإبل في عدم شعورها بالعطش لمدة طويلة، وتمتلك الإبل أنياب إضافية تميزها عن الحيوانات الأخرى المجترة.
العين مثل الغرفة المكيفة
لعيني الإبل أسرار ومزايا عديدة، إذ تُعد عينا الإبل صغيرة نسبيًا وصافية وحاسة النظر لديها قوية لدرجة أنها تستطيع السير في الظلام، كما أنه عضو حساس للحرارة.
ونجد أن التجويف العظمي الذي توجد فيه العين الحجاج يعمل كالغرفة المكيفة، إذ يوجد طبقتان من العظام بينهما فراغ مليء بالهواء، حتى تتمكن من العيش في قلب الصحراء والتكيف مع الحرارة العالية، ومواجهة التغيرات المناخية التي تطرأ مع دخول فصل جديد وقدوم الآخر.
وتتميز عينا الإبل بأهداب طويلة الشعر تقيها من دخول الرمال والأتربة الصحراوية في عينيها.
عندما نسلط الضوء على أنف الإبل فإنه يتميز بخصائص متعددة للتعايش مع الظروف الجوية، فأنف الإبل له فتحتان في أعلى الفم مباشرة، وعضلات للتحكم في فتحهما أو إغلاقهما عند الضرورة للحماية من دخول الرمال والأتربة، ورقبة الإبل تأتي بشكل منحني وطويل يغطيها وبر كثيف وطويل على الثلث الأول من الرقبة.
أما السنام الذي يتوسط ظهر الإبل فيأتي بشكل بيضاوي وهرمي معتدل، ويستخدم دهن السنام كمصدر للطاقة لها عند نقص الغذاء.
التأقلم مع التقلبات الجوية
وهب الله للإبل خفّاً له تركيب خاص يوفر له الحماية والتأقلم مع التقلبات الجوية التي تسود البيئة الصحراوية.
ويشبه خف الإبل من الناحية الوظيفية إطار السيارة المملوء بالدهن بدلاً من الهواء، ما يسمح للإبل بحمل كل ثقل والسير في المناطق الرملية والأراضي الصلبة والوعرة بذات الكفاءة.
كما تتميز أذنا الإبل بالقدرة على الانثناء خلفاً والالتصاق بالرأس في حال هبوب العواصف الترابية والرملية.
لا تأثر بحرارة الرمال
من عجائب خلق الله للإبل التي وهبها لها أنها تمتلك وسائد جلدية تقوم بتهيئتها للبروك فوق الرمال الساخنة، فلا يتأثر الإبل بحرارة الرمال ولا يصيبها منها أي أذى.
وتُزيّن الجمال بالرحل، وهو السرج الذي يوضع على الناقة ليجلس عليه الراكب، وكذلك الوضين الذي يُثبت الرحل على الناقة باستخدام حبل أو رباط مما كان متاحًا من المواد، ويُصنع ذلك الحبل غالبًا من الصوف أو الشعر وينسج نسجًا.
ويراعى فيه تداخل ألوان الشعر من أبيض وأسود، فيكون ذلك منظراً جميلاً، ولهذا الحبل عدة أسماء منها الغرضة والغرض والسفيف والبطان والحقب واللبب والسناف والشكال.
أما الخطام فهو المقود الذي يقاد به البعير، وكذلك الغبيط وهو الهودج الذي يُجعل على ظهر البعير فوق الرحل، ويقصد منه أن تجلس فيه المرأة في حال السفر.
المهرجان
مهرجان سنوي يقام في الصياهد الجنوبية من صحراء الدهناء بالمملكة، يسهم في الحفاظ على الهوية الوطنية، وتعريف الأجيـال بتراثهم وعراقتهم، وتعريف العالم بالمكون التاريخي المهم الذي أصبح ثروة ثقافية وتراثية واقتصادية.
ويهدف المهرجان إلى تأصيل الاهتمـام بالإبل بوصفها موروثًا أصيلًا في الثقافة السعودية والعربية والإسلامية، وتشجيع المحافظة على السلالات والأوصاف المتميزة في عالم الإبل وتنميتها.
وأصبح المهرجان وجهة ثقافية وسياحية ورياضية وترفيهية واقتصادية متميزة، لكونه أحد أضخم المهرجانات التي تُعنى بمسابقات الإبل، إضافةً إلى البرامج والفعاليات المصاحبة.
كما يتميز المهرجان بالحضور الكبير من مختلف الفئات العمرية من المواطنين وغيرهم من مختلف دول العالم.
ويقوم نادي الإبل بدور تنظيمي وإشرافي على المهرجان بوصفه الجهةَ المسـؤولة عن الإبل وتطويرها بالمملكة.