يزخر مركز الثويلة 25كم جنوب شرق محافظة ظهران الجنوب بمنطقة عسير بالمعالم الأثرية الموغلة في القدم، والتي يعود بعضها إلى عصور ما قبل الإسلام، كطريق التجارة القديم، وطريق الفيل الذي عرف فيما بعد بطريق الحج، إذ سلكه حجاج اليمن أثناء توجههم إلى مكة المكرمة.
ولا تزال آثار صخور الطريق المرصوصة بشكل عجيب ولمسافات طويلة والكتابات والنقوش والرسوم على تلك الصخور، موجودة في مواقع الثويلة والمصلولة وقاوية.
مسجد الصحابي الجليل خالد بن الوليد
وأشار الهمداني في كتابه صفة جزيرة العرب، إلى الثويلة وإلى مسجد الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه، الذي بناه عندما بعثه الرسول صلى الله عليه وسلم لدعوة أهل اليمن للدخول في الإسلام في السنة العاشرة من الهجرة ولا تزال معالمه موجودة حتى اليوم.
ووصف المسجد بقوله: ومسجد خالد تحت الثويلة عليه حواء بلا سقف. ويشتمل المسجد على مساحة مستطيلة أبعادها نحو 15.5 × 21م، وقد تم تحديد محيطه بمدماك حجري واحد من الأحجار البركانية المحلية غير المشذبة، والمسجد غير مسقوف طبقًا لوصف الهمداني لحالته.
تكوينات صخرية مبهرة وأشجار
وبالإضافة إلى ما تطفو عليه الثويلة من مواقع ومعالم وآثار ضاربة جذورها في عمق التاريخ فهي تتميز أيضًا بطبيعة بكر ساحرة وجميلة متنوعة، ما بين جبالها ذات التكوينات الصخرية المتعددة وكهوفها الكبيرة ككهف موجان العجيب، وأوديتها وغاباتها من أشجار القرض والسدر والطلح ومزارعها ومتنزهاتها.
ومن بين تلك المعالم التاريخية والسياحية والمتنزهات التي يشتهر بها مركز الثويلة، المشهد البديع للجبال الشاهقة المحيطة بأرضها المستوية، وكثرة الكهوف والغيران التي استخدمها الإنسان خلال العصور الماضية كسكن وحماية له من حرارة الشمس وأمان من الأعداء.
ويبرز ذلك لعابر الطريق الدولي نجران ظهران الجنوب غار الملك سعود، الذي سمي نسبة للملك سعود -رحمه الله- إذ وقف فيه أثناء إحدى المهمات التي كلفها به والده الملك عبدالعزيز - رحمه الله -.
الأراضي الخصية والمياه الجوفية
وتحتل الأراضي الزراعية الجزء الأكبر من مساحة مركز الثويلة، المستوية والخصبة والغنية بوفرة المياه الجوفية، مما جعلها سلة غذاء تمد المحافظات المجاورة لها في منطقتي نجران وعسير بالحبوب كالبر والشعير والذرة، والفواكه كالرمان والعنب والتين والليمون والخضار بأنواعها.
وفي مواقع متعددة من الثويلة توجد متنزهات طبيعية في الحاجب الأحمر والحاجر ووادي عمدان والعشة جعلها مقصدًا للسياح.