عصام السفياني - عدن

قالت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، اليوم الخميس: إنها وثقت 3411 واقعة انتهاك لميليشيات الحوثي الإرهابية بمختلف محافظات اليمن خلال 2022، وقع ضحيتها 3713 شخصًا من الجنسين من مختلف الأعمار.

وأوضحت في بيان أن عام 2022، الذي بات على نهاياته شهد أنماطًا من الانتهاكات الإنسانية باتت مزمنة وتصل لدرجة المنهجية، خاصة فيما يتعلق بوقائع استهداف المدنيين والاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب وتقييد حرية الرأي والتعبير، والتضييق على حريات النساء ومشاركتهن العامة.

رصد الانتهاكات

اللجنة اليمنية رصدت حصول تضرر من 3713 واقعة انتهاك بينها 940 واقعة استهداف مدنيين سقط فيها 1412 ضحية بين قتيل وجريح، بينهم 447 قتيلًا، منهم 35 امرأة و82 طفل/ة، وسقوط 891 جريحًا من بينهم 84 من النساء و212 من الأطفال.

كما أنهت التحقيق في سقوط 426 ضحية بانفجار ألغام وعبوات ميليشيات الحوثي الإرهابية، بينهم 23 من النساء و106 أطفال، ورصد اعتقال وإخفاء 968 ضحية، و17 واقعة استهداف أعيان أثرية ودينية، و14 واقعة اعتداء على طواقم طبية ومنشآت ومرافق صحية، إضافةً إلى 1092 واقعة اعتداء وتدمير لممتلكات خاصة وعامة و131 واقعة تجنيد الأطفال دون سن الـ15عامًا.

وأشارت اللجنة إلى أن الفريق الميداني استكمل منذ بداية العام 2022، التحقيق في تفجير الحوثيين 52 منزلًا، والتهجير القسري لعدد 144 أسرة، وكذا الرصد والتحقيق في 87 واقعة إعدام خارج نطاق القانون.

استهداف حوثي مستمر للمدنيين في مأرب، التي تحتضن ملايين النازحين- اليوم

خروقات الهدنة

وأكدت اللجنة أنها استمعت لأكثر من 9502 شاكيًا وشاهدًا على أنماط مختلفة من انتهاكات حقوق الإنسان، التي حدثت في غالبية المحافظات اليمنية، وفحص أكثر من 17055 وثيقة.

ورغم الهدنة الإنسانية، التي أُعلن عنها مطلع أبريل الماضي، واستمرت حتى 2 أكتوبر من نفس العام، إلا أن اللجنة لاحظت استمرار سقوط المدنيين بقذائف مدفعية وقذائف طيران مسيرات، للحوثيين، والرصاص المختلفة.

وكان أبرزها بحسب اللجنة الحقوقية في مديريات تعز والحديدة، ومحافظات يمنية أخرى، علاوةً على استمرار الحصار وإغلاق الطرق الرئيسية لمحافظة تعز.

اليمنيون طالبوا المجتمع الدولي بالضغط على الإرهابيين لفك حصار تعز- اليوم

ممرات الألغام

وحول ما يتعلق بحوادث انفجار الألغام الأرضية بالمواطنين في الممرات الآمنة التي يسلكونها، سجل سقوط 124 مدنيًا بانفجار ألغام مضادة للأفراد، بينهم 15 امرأة و 138 طفلًا، كما سجل سقوط 108 مدنيًا بين قتيل وجريح، بينهم 16 امرأة و23 طفلًا بأعمال القصف والقنص المتفرقة.

وأشارت اللجنة إلى أنها نفذت 11 جولة ميدانية إلى محافظات عدن ولحج وتعز ومأرب وشبوة للتحقيق في وقائع استهداف الأحياء والتجمعات السكنية والمخيمات، وسقوط مقذوفات مختلفة على المدارس والمرافق الطبية والمزارع، ومعاينة مناطق التماس والوضع الإنساني للمدنيين فيها.

الإرهاب الحوثي، الذي ترعاه إيران لا يفرق بين العُزل والأطفال الأبرياء- اليوم

الضحايا والشهود

فريق اللجنة الوطنية، استمع إلى عدد من الضحايا وذويهم وشهود العيان، وعقد لقاءات مع مسؤولي الإدارة المحلية ومديري الشرط والاستخبارات والأمن السياسي والألوية والمحاور العسكرية، وفحص وتقييم أوضاع المحتجزين ومراكز الاحتجاز والسجون المختلفة في هذه المحافظات.

وقالت اللجنة الوطنية إنها قامت بعشرات الزيارات الميدانية إلى المديريات الجبلية النائية في محافظات الضالع والجوف والبيضاء وحجة وصعدة وتعز والحديدة، وإجراء المقابلات المباشرة مع ضحايا التعذيب ونهب الممتلكات والفصل التعسفي وتجنيد الأطفال في محافظات ذمار والمحويت وعمران وأمانة العاصمة من قبل ميليشيات الحوثي الإرهابية ذراع المشروع الإيراني.

انتهاك حقوق المرأة اليمنية والطفولة غيض من فيض الإرهاب الحوثي- اليوم

قرار جمهوري

ووفقًا للوائح القرار الجمهوري رقم 140 لسنة 2012، أنشئت اللجنة اليمنية، التي التقى رئيسها وأعضاؤها اليوم برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني د. رشاد العليمي وتسلم التقرير الدوري العاشر، الذي أثمر عن عدد من التوجيهات الرئاسية إلى كل الوزارات المعنية برفع مستوى التجاوب مع استفسارات اللجنة وتسهيل تحقيقاتها وزياراتها الميدانية.

يشار إلى أن اللجنة اليمنية عرضت التقرير على عدد من ممثلي الدول في مجلس حقوق الإنسان، ومنظمات المجتمع المدني في جنيف على هامش مشاركة اللجنة في دورة مجلس حقوق الإنسان الـ51 في سبتمبر المنصرم، الذي نجم عنه صدور قرار المجلس بتجديد ثقته بعمل اللجنة واستمرار عملها والحث على دعمها وتسهيل وصولها إلى الضحايا في عموم البلاد.