يُقبل الهواة والمتعاملون من الجنسين بمدينة جدة، على اقتناء وتجارة الأحجار الكريمة؛ باختلاف أنواعها، وتصل إلى أكثر من 150 نوعًا، وهي ذات بريق خاص ولمعة مميزة بألوان ساحرة.
وتعد الأحجار الكريمة من المواد الطبيعية التي استخدمها الإنسان منذ آلاف السنين في الحُليّ والمجوهرات وأغراض الزينة.
رمز الجمال
تُعرف الأحجار الكريمة، برمز الجمال المكنون في ألوانها الجذابة ذات الصبغة الساحرة لمقتنيها، حيث التفاوت في أسعار الأحجار الكريمة حسب ما تتخذه من أشكال وبحسب درجة ألوانها، وعملية صقلها ونعومة ملمس سطحها وبريقه، بجانب عامل النقاوة والوزن والقطع واللون والتاريخ.
وتتفرع الأحجار الكريمة من حيث الأصل إلى أحجار كريمة عضوية المنشأ الحي مثل: اللؤلؤ، والمرجان، والكهرمان، والعاج، والأصداف.
والنوع الثاني من الأحجار الكريمة ذات أصل غير عضوي من المعادن الطبيعية الصلبة المتبلورة أو غير متبلورة والتي استخدمها الإنسان في صناعة الحلي والمجوهرات كالياقوت والألماس والزمرد.
أهل جدة والأحجار الكريمة
واشتهر أهالي محافظة جدة بالتزين ولبس وتجارة الأحجار الكريمة منذ القدم، إذ كانوا يحصلون عليها من الهند، وباكستان، ودول شرق آسيا والتي تعد المصدر الرئيس للأحجار الكريمة في العالم، للتركيب الجيولوجي والبركاني لهذه البلاد.
كما يعمل العديد من التجار في بيع الأحجار التي تختلف مسمياتها فمنها الحجر العقيق اليماني، والسليماني، والهندي، والإندونيسي، والبرازيلي، والياقوت، والفيروز، والزمرد، والزبرجد، والزفير إلى جانب حجر الألماس الذي يعد الأغلى في العالم.
تقييم الأحجار الكريمة
أوضح أحد تجار الأحجار الكريمة سليمان البحري، أنه يجري تقييم الأحجار الكريمة بحسب خصائصها التي تتمثل في النقاوة، والندرة، والصلابة، وبلد المصدر، ولون الحجر وخلوه من الشوائب، إضافة إلى عامل الوزن.
أضاف أن لون الحجر الكريم وشكله أكثر ما يشد ويلفت زبائن الأحجار، لما تملكه وتحظى به من روعة الشكل وجاذبية اللون إضافة إلى عنصر عامل الندرة.
تعكس حضارة المنطقة
من جانبه أكد أحد هواة ومحبي الأحجار الكريمة، محمد باكور، أن المجوهرات من الأحجار الكريمة لها مكانة كبيرة في نفوس الكثير من الناس لأنها تعكس حضارة المنطقة التي توجد بها هذه الأحجار وترمز إلى هوية من يتزين بها وتحدد منطقته.
وأشار إلى أن هناك مناطق عدة في المملكة توجد بها الأحجار الكريمة المتنوعة والمختلفة.
الأحجار الكريمة في المملكة
من الأحجار الكريمة التي عثر عليها بمناطق عديدة بالمملكة، الزفير والزركون في بحرة عويرض ومن أهم المعادن المصاحبة له الزركون ذو اللون البني المحمر والمقنتيت والهيماتيت والجارنت الأحمر والإسبنل.
ويعد الزفير من الأحجار الكريمة النادرة الموجودة بالسعودية، وهو أحد أنواع معادن الكورندوم ذات الألوان الجميلة والجذابة.
كما عثر على أحجار البيريل بمنطقة بيشة، إذ يعد البيريل العائلة المعدنية لأحجار الزمرد الخضراء والأكوامارين، التي تستخدم كأحجار كريمة، وعادة ما تكون بلوراته محززة وخشنة أو على هيئة منشورية، إضافة إلى حجر الأمازونيت ذي اللون الأخضر التفاحي، الذي وجد بوادي النعمان بمنطقة مكة المكرمة، إذ توجد بلورات الأمازونيت ضمن عروق البقماتيت لصخر المونزوجرانيت.
الأكثر انتشارًا في المملكة
ويُعد الكوارتز الشفاف من أكثر الأحجار شبه الكريمة انتشارًا في المملكة، وغالباً ما تكون مصاحبة لصخور الجرانيت والبجماتيت وصخور الحجر الرملي.
وقد توجد مفككة ومتجمعة في مناطق الكثبان الرملية بحفر الباطن والقيصومة والزلفي والخرج والعلا، إلى جانب أحجار الزبرجد الجذابة ذات اللون الأخضر الشفاف التي عرفها الإنسان منذ القدم، وعثر عليها في حرة كشب 200 كم شمال شرق الطائف، بأحجام كبيرة قد تصل 10 جرامات للبلورة الواحدة، وبجودة عالية وألوان جذابة.
كما وجدت حبيبات من اليوفاروفيت جارنت ذات اللون الزمردي بأحجام متفاوتة بحرة الجعلاني، وجبال الشمط، ووادي مضللة جنوب الطائف، إذ عثر على بلورات جارنت حمراء نصف شفافة كاملة الأوجه من نوع المندين.
الأحجار الكريمة
الأحجار الكريمة عبارة عن معادن نادرة جدًا وغير شائعة وتكونها يتطلب ظروفًا جيولوجية غير عادية، وتتكون في أعماق مختلفة داخل القشرة الأرضية، وبعضها يأتي من الوشاح العلوي على عمق 200 كيلو متراً في جوف الأرض، كما في حالة الألماس، الذي يتكون في ظروف ضغط ودرجة حرارة عالية جدًا.
في حين تعد الصخور النارية البقماتاتية والصخور المتحولة والرسوبية من أهم مصادر الأحجار الكريمة، فيما تعد الرواسب الوديانية مصدرًا رئيسًا للأحجار الكريمة خاصة الألماس و الياقوت.