شيخة العامودي @ALAmoudiSheika

كرداء متصل تتتابع الأعوام، ينتهي طرف رداء ليبدأ الآخر، ولكل عام نقوشه وألوانه وأحداثه العالمية والخاصة وسمة يبصم بها قد يشتق منها عنوان لتسميته، وأنا لي طقوس من خلالها أختار لقبا لكل 365 يوما يمضون من حياتي لأدون أنا اسمها ويؤرخ التاريخ رقمها، فمثلا سميت عام مولدي عام البر فقد سمتني أمي أطال الله بعمرها على اسم والدتها رحمها الله، وأطلقت على العام الذي تزوجت فيه عام الألفة وكان العام الذي نشرت فيه أول إصداراتي عام الخيال والعام الذي كتبت فيه أول مقالاتي لصحيفة (اليوم) عام البهاء والعام الذي اجتاحتنا جائحة كورونا عام العبرة، وعام الحزن كان اسم العام الذي توفى فيه والدي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.

الأعوام مهما كان تمايزها وطريقة نظر البشر لها تمضي من رصيد مخزون أقره الله لنا، فيها أحداث مختلفة وخيارات صعبة وسهلة بعضها يترك فيها حسم القرار، فيها أهداف حققتها وأخرى تعثرت وتخليت عنها وثالثة ما زلت تلاحقها نعم أجلتها ولكنك تسعى لتحقيقها ولو بعد حين.

نحن والأعوام قصص جميلة وتشبيهات كثيرة فنحن مع أول عام ولدنا فيه كبذرة نمت إلى أن وصلنا لعمرنا هذا وكل سنة تمضي يضاف لنا غصن جديد وكل معرفة تعلمناها نمت لنا ورقة وكل خير عملناه أنبت ثمرة، في شجرتنا هذه لا سبيل للخريف أو أوراق صفراء فهي مستمرة بالنمو بربيعها طالما كنا أحياء وأخضر ورقها طالما نحن ننفق الصدقات وورقتها التي يسقطها ذنب حصدناه نعوضها باستغفار.

نحن والأعوام قصة لوحة مليئة بالألوان والزخارف لوحة تبدأ بطبع أناملنا الصغيرة في أول سنوات عمرنا فنحن لا نحسن مسك الأقلام ثم تتلون وتتشكل مع كل عام يضاف لعمرنا ولا يقدر لنا أن ننظر لاكتمال لوحاتنا لأن ما سنرسمه غدا ننام عنه في رحلة برزخية لنصحو ونراها مع العلن كاملة محددة بإطار.

نحن والأعوام إنجازات زواياها خافتة الإنارة أو مضيئة حد الانبهار نحن نختار، فمهما كانت تلك الإنجازات عظيمة ستبقى خافتة ما لم تواكبها عبادات قولية وفعلية وإن كانت عادية تراها لا تذكر ستسطع بتلك العبادات فكل الأعمال وإن بقت لك يزول أثرها ويبقى أثر العبادات.

نحن والعام الجديد نبدأ كترند وهاشتاق وننتهي بكلمة مضى عام فانظر كيف سيمضي وماذا ستطلق عليه من أسماء.

* تهنئة

أتمنى لكم عاما تحاطون فيه بمحبة الله ويكسيكم بحلل العافية وراحة البال.