مصاصو الدماء في الأفلام الغربية شخصيات خيالية، أما مصاصو الطاقة الإيجابية في الواقع فهم أشخاص حقيقيون يعيشون بيننا، ويملكون كما هائلا من الطاقات السلبية لها القدرة الفائقة على امتصاص كل الطاقات الإيجابية في الإنسان الذي تقابله.
كيف؟! بالطبع أساليبها متعددة الأشكال، فإذا لم تكن بالأسئلة على سبيل المثال لا الحصر كالتي كتبت مقالا عنها سابقا، مكالمة طويلة استنفدت كل طاقاتي ولم تكن هناك أي وسائل قادرة على إنهائها إلا عندما تدخلت العناية الإلهية لتقطع السيل العارم من المكالمة الطويلة من جانب واحد، بالطبع من جانبها.
أسئلة متلاحقة.. هذه مجموعة منها أعانكم الله على متابعتها.
سمعت أنكم ستسافرون لماذا غيرتم رأيكم؟ أهناك أمور تمنع؟! هل لا تزال الخادمات معكم أم تغيرت إحداهن؟ ومتى كان التغيير؟ ومن البديل؟ من قبل كن فلبينيات والآن؟ أوه صحيح أندونيسيات وفلبينيات، من الأفضل برأيك الإندونيسية أم الفلبينية؟ أرى أن الفلبينيات أفضل لأنهن يتقن اللغة الإنجليزية، وأي مكتب تتعاملون معه؟ المكتب القديم الذي تعرفونه، أوه، تذكرت. سألت سائقكم عند مروري بالمنزل ومشاهدتي لعدة سيارات، لمن تلك السيارات هل هي لكم؟ أذكر في السابق كنت تخافين على الأولاد هل سمحت لهم؟ أوه، الصغار يكبرون.
السيارات جميعها مكتوب عليها شركة (.....) لماذا هذه الشركة بالذات؟ كاش أم بالتقسيط؟ تسأل وتجيب حتى تتمكن من إفراغ كل ما في جعبتها، ولو أني متأكدة أنها تملك احتياطيا لا نهاية له أكثر من احتياطي النفط لدينا.
ومن مصاصي الطاقات الإيجابية من يمتص باللوم والتذمر، وبعضهم وهم الأسوأ فكل ما تفعله من أجلهم لا يرضيهم، ودوما أنت مقصر، سلوك سيئ تذوب معه كل الطاقات الإيجابية، هذا إن بقي منها شيء مما يشعر بالتعب والإرهاق والقلق والتوتر.
قريبون هم منا فلا تستغربوا، ربما من الأقرباء، بل هم بالفعل أكثرهم من الأقرباء والأصدقاء والجيران وزملاء العمل، ورؤساء العمل في الدوائر الحكومية والخاصة، يمتصون الطاقات بأساليب مختلفة سامحهم الله.
منهم صاحب القرار دائما ولا يسمع غير صوته فقط، لا يهتم لمشاعرك أبدا، وينتقد كل شيء ولا يمل، لبسك، كلامك، تصرفاتك، تشعر معه بأنك تحت المجهر.
أما عاشق الدراما والحزن كثير الشكوى، فحدث ولا حرج، كل أحاديثه مأساوية عن نفسه وعن غيره، يشتكي عائلته وزملاء العمل والأصدقاء. الغريب عندما تحاول تقديم النصائح والحلول له يخبرك بأنه جرب كل شيء، بلا نتيجة. «طريقك مسدود مسدود يا ولدي»
وكذلك الذي يعيش دور الضحية دئما، كلها تمتص كل الطاقات الإيجابية، وآخر يعطي نصائح ويفرض عليك إتباعها شئت أم أبيت.
حذار أن نكون نحن منهم، فليراجع كل منا تصرفاته، ولنغير أنفسنا حتى لا نتسبب في أذى الغير.
aneesa_makki@