محمد عبدالعزيز الصفيان يكتب :@alsyfean

جميعنا يعلم أهمية الحفاظ على الأطفال والتربية الصالحة وهذا الأمر يتطلب العديد من الأمور ولعل أهمها هو المتابعة والرعاية اللصيقة في جميع مراحل أعمار الأبناء والبنات.

ولكن الملاحظ خلال الفترة الأخيرة وجود مشكلة وهي انشغال الآباء والأمهات عن أبنائهم، وهذه نلاحظها في العديد من الأسر من غياب تام للوالدين عن رعاية أطفالهم وذلك نظرا لانشغالهم بأمور الحياة، حتى بات الأبناء والبنات أسرى للتكنولوجيا الحديثة والخادمات مما أدى إلى فراغ كبير بين العائلات التي تفككت وواجهت مشاكل كبيرة مع أبنائهم بسبب غياب الأب والأم وانشغالهما عن متابعة وتربية أبنائهما.

إن أبرز سلبيات العصر الحالي والتي أثرت على التربية، غياب الآباء والأمهات عن مسؤوليتهم الرئيسية وهي رعاية أبنائهم بعد أن شغلتهم هموم الحياة ومشاغلها الدنيوية، وأهملوا العناية بالأبناء وتربيتهم.

لقد أثبتت الكثير من الدراسات النفسية أن نسبة كبيرة من مرتكبي الجرائم هم لأبناء أسر انشغلت عنهم فاتجه سلوكهم لارتكاب وقائع يرفضها المجتمع، بهدف جذب الانتباه والتعبير عن وجودهم.

من المؤسف أن الأسرة تحولت خلال السنوات القليلة الماضية إلى ما يسمى الأسرة الفندقية، حيث إن الأفراد عند عودتهم إلى البيت يحمل كل منهم طعامه إلى حجرته التي يغلق بابها عليه ويتوحد مع الإنترنت أو التلفزيون أو المكالمات الهاتفية، وهو ما يعتبر انطواء ورفضا للمجتمع ولكل ما يحدث في الأسرة لأن هدفه هو إشباع رغباته التي قد تقوده إلى طرق الهلاك.

انتبهوا لأبنائكم ولا تنشغلوا عنهم بأي أمر مهما يكن لأن أبناءنا أعز وأغلى ما نملك، لا تغيبوا عنهم فيغيبوا عنكم ويواجهوا مصيرا لا تحمد عقباه.