@Khaled_Bn_Mohخالد الشنيبر

- أعلنت هيئة الإحصاء عن نتائج نشرة سوق العمل للربع الثالث من عام 2022م، وما زالت المؤشرات في المسار الإيجابي، الذي يعكس أثر الإصلاحات التي تمت على سوق العمل في الفترة الماضية، وفي هذا المقال سأتطرق لبعض المؤشرات والتي أتابعها بشكل دوري في نشرات سوق العمل.

- في البداية، من المهم توضيح أن وجهات النظر فيما يخص سوق العمل تتباين من «صاحب عمل، باحث عن عمل، مختص في سوق العمل، وأكاديمي»، ولذلك سنجد الاختلاف في وجهات النظر في كل ما يتعلق بسوق العمل، حتى ولو وصلنا لجميع مستهدفات رؤية المملكة بشكل إيجابي.

- هناك مؤشر مهم لا تتطرق له وسائل الإعلام بالغالب، ولا تبرزه بالشكل المطلوب، وهو معدل البطالة للسكان، ومتابعة هذا المؤشر لا يقل أهمية عن باقي المؤشرات، بسبب انعكاسه على كثير من القرارات والتوجهات الاقتصادية، ومن خلال متابعة هذا المؤشر، وصل في الربع الثالث من عام 2020م إلى 8.5%، واستمر بالانخفاض بشكل واضح حتى استقر إلى 5.8% في الربع الثالث من هذا العام، مما يؤكد على فعالية الإصلاحات التي تم تطبيقها في سوق العمل، والتي أشادت بها معاهد ومنظمات عالمية مختصة في الاقتصاد وأسواق العمل.

- معدل المشاركة في القوى العاملة للسعوديين ارتفع إلى 52.5%، ومعدل البطالة للسعوديين وصل إلى 9.9% بارتفاع طفيف مقداره 0.2 نقطة مئوية مقارنة بالربع السابق، ويعتبر في مراحل الاستقرار في ظل المتغيرات الاقتصادية العالمية، والتي لها تأثير على القطاع الخاص، كرفع أسعار الفائدة مما نتج من ذلك تأثير على عمليات التوظيف، وبشكل عام أرى أن الاستقرار في تلك المستويات وفي ظل الظروف الحالية يعتبر مؤشرا إيجابيا، يعكس متانة العديد من القرارات التي تم تطبيقها على سوق العمل مؤخرا.

- معدل بطالة السعوديين «الذكور» انخفض ليصل إلى 4.3%، ويعتبر من أقل المستويات التي وصلنا لها في بطالة السعوديين «الذكور»، وفيما يخص «الإناث» فارتفعت معدلات البطالة إلى 20.5% مقارنة بـ 19.3% في الربع الثاني من هذا العام، وهذا الارتفاع لا يعتبر مقلقا، خاصة أننا حققنا العديد من المستهدفات التي تخص الإناث في سوق العمل قبل موعدها المستهدف.

- وفقا لمعدلات البطالة للسعوديين، حسب المستوى التعليمي، نجد أنها ترتفع في التعليم الثانوي للذكور، وفيما يخص الإناث فنجد أنها تتركز بشكل كبير على الحاصلات على البكالوريوس أو ما يعادلها، ولذلك من المهم أن تكون هناك برامج لتحويل المسار التخصصي للمتعطلين عن العمل في التخصصات التي تشبع منها السوق أو تعتبر غير مطلوبة بالوقت الحالي لتجنب الهدر في استثمارات التعليم.

- من خلال مؤشرات النشرة، نجد أن 80.2% من المتعطلين السعوديين لم يسبق لهم العمل، ونجد أن هذا المؤشر في ارتفاع واضح للذكور والإناث، وهذا المؤشر يحتاج لتحرك عاجل، وأقترح أن يكون من خلال خلق برامج تحفيز مخصصة لتشجيع توظيف تلك الفئة وحديثي التخرج ولمدة لا تقل عن 36 شهرا.

- وفقا للمناطق الإدارية، بطالة السعوديين في مناطق الرياض والشرقية ونجران أقل من المعدل العام لبطالة السعوديين «نجران 5.8%، الرياض 7.5%، الشرقية 8.1%»، وأعلى معدلات البطالة للسعوديين نجدها في منطقتي الباحة وحائل بـ 14.6%، وما زلت أرى أهمية لتفعيل دور لجان التوطين المناطقي في جميع مناطق المملكة؛ للمساهمة في تقليل معدلات البطالة، واستغلال الميز التنافسية للمناطق.

- من المؤشرات المهمة تبين أن 90.3% من المتعطلين السعوديين لا يمانعون بالعمل 8 ساعات يوميا أو أكثر، و73.3% من المتعطلات السعوديات يقبلن بالعمل 8 ساعات يوميا أو أكثر، ولذلك متابعة مثل تلك المؤشرات مهمة جدا لأصحاب القرار، عند مراجعة مواد نظام العمل، والتي أعتقد أنها مناسبة في الوقت الحالي ولا تستدعي أي تغييرات.

- ختاما؛ قرارات التوطين «النوعية» أثرها الإيجابي يظهر بشكل واضح وأسرع من المتوقع في كل نشرة لسوق العمل، وأعتقد أن المسار لتخفيض معدلات البطالة حتى نصل لمستهدفات الرؤية 2030 يعتبر آمنا.