هل من تحرّض الزوجات على أزواجهن فاشلة زوجياً، وتتوقع - إن أحسنا الظن- أن الجميع مثلها ومثل زوجها الذي لم يستطع إدارة بيته؟!
ليست مشكلة أن تفشل الزوجة أو الزوج في حياتهما الزوجية، ويتعلمان من أخطائهما، فالبيت مؤسسة، ويحتاج قدرات وخبرات، خصوصاً كلما تقدم العمر وكثر الأولاد، ولكن المشكلة في تصدير التجارب الفاشلة، وفتح المجال للفاشلين أن يوجهوا المقبلين والمقبلات على الزواج، والعائلات المستقرة، فيستمع وقد يطيع من لا يملك الإدراك الكافي.
كان الفاشل فيما مضى يعرف فشله، فيقول: مررت بتجربة فاشلة، ويسعى للعلاج وتعويض التجربة الفاشلة بتجربة ناجحة، أما الآن فبعض الفاشلين لم يكتف بفشله، بل ينظّر ويوجه في كل مكان يحل فيه.
ما الحل؟
الحل بالوعي، فنقدّر حياتنا وما نملك، ولا نجعلها نهباً لكل فاشلة وفاشل، إن إدخال رأي الفاشل لبيوتنا كإدخاله هو، وأيضاً نقدر قيمة النصيحة وممن نأخذها، كان الأوائل يقطعون المسافات من أجل عالم وحكيم يأخذون منه النصيحة ويطبقونها، واليوم يتساهل البعض في أخذ النصيحة من فاشل، لو كان به خير لأخرج نفسه من دائرة الفشل بدلاً من أن ينظّر للآخرين.
والحل بإيقاف الفاشلة أو الفاشل عند حده، وعدم السماح له بنفث فشله، فلو لم تجد الفاشلة مشاهدا أو مستمعا لما تجرأت على الكلام، ويظل الفشلة متواجدين في كل زمان ومكان ولكن الفرق في المستمع.
والحل بتقديم أهل التجربة والخبرة، ونشر موادهم وتوجيه الناس لهم، لأن ظهور السفيه أحد أسبابه غياب العاقل، والحمد لله على نعمة وجود العقلاء.
والحل بالابتعاد عن المثاليات، والظن بأنه يمكن أن تكون الحياة الزوجية مثل الأفلام التي رُسمت سيناريوهاتها، لا بد من المشاكل، ولكل مشكلة حل، ومن الذي يخلو من العيوب، زوجاً أو زوجة، ولكن كفى المرء نبلاً أن تعد معايبه، وفي الحديث الشريف يقول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم «لا يفرك – أي لا يبغض- مؤمن مؤمنة، إن كره منها خُلُقاً رضي آخر»
بيوتكم حياتكم، فلا تتركوها ميداناً لكل فاشلة وفاشل.
@shlash2020