عبدالرحمن المرشد@almarshad_1

أتذكر في إحدى زياراتي لبعض دول شرق آسيا، دخلت محلا للعطارة فلاحظت أن العامل يقوم بتجميع بعض الأعشاب في علبة وخلطها مع بعضها البعض، ويقوم بذلك بعد أن يقرأ ورقة بين يديه كأنها تحدد نوعيات تلك الأعشاب، فسألت مرافقي ما هذا؟ فقال إنها وصفة طبية يتم صرفها من طبيب شعبي متخصص في هذا النوع من الطب (الطب البديل) وهؤلاء الممارسون يحصلون على شهادة رسمية معتمدة من إحدى الجامعات لديهم تؤهلهم لممارسة هذا النوع من التخصص.

الطب الشعبي موجود في حياتنا بشكل كبير ونتداوله باستمرار بل إن البعض يعتمد عليه في بعض الأمراض البسيطة مثل الكحة والإنفلونزا وآلام العظام وغيرها، وقد أعطى نتائج مبهرة للكثير من الناس خلاف أن أضراره الصحية لا تقارن بالأدوية العادية التي نستخدمها ولذلك تجد الكثير يلجأ لهؤلاء الممارسين الشعبيين ويطلب منهم الحل لبعض الأمراض، يكفي أن تدخل تويتر لتجد آلاف الوصفات الشعبية التي يقبل عليها المرضى بغية الشفاء - وقانا الله وإياكم من الأمراض - ويوجد الكثير ممن نسميهم مجازا أطباء شعبيين يعطون العلاجات لمن يطلب، ويجدون إقبالا منقطع النظير على وصفاتهم بشكل غير رسمي. لكن هل فعلا يمكن الاستفادة من هذا النوع من الطب؟ في رأيي المتواضع أن هذا التخصص موجود في بعض الجامعات في عدد من الدول المتقدمة، ويتم منح الخريج شهادة معتمدة لممارسة الطب الشعبي، ويقوم ذلك الطبيب بصرف العلاج عن طريق مزج بعض الأعشاب والمواد لتصبح فعالة بإذن الله.

الكثير منا يعتمد على وصفات شعبية من والديه وأجداده وبعض معارفه، وما زالت تحقق نتائج طبية جيدة حتى الآن في ظل وجود الطب المتقدم، إذن من الأفضل ترخيص هذا النوع بشكل رسمي لمن يرغب إكمال دراسته في ذلك التخصص وكذلك لمن يرغب العلاج بالأعشاب لتصبح المسألة رسمية ومقننة بدلا من الوضع الحالي الذي يقوم فيه بائعو محلات العطارة من العمالة بوضع وصفات وخلط مكونات دون دراية بمضار ذلك الخلط الذي ربما يؤدي إلى نتائج عكسية.

الطب البديل أو الشعبي لا يمكن تجاهله بل يمكن تطويره ليصبح داعما للقطاع الصحي لدينا كما أننا من خلاله نستطيع التقليل من كميات الأدوية التي يتم استيرادها وبالذات في الأمراض الشائعة لنتحول تدريجيا إلى التقليل من الاعتماد على الأدوية وبالذات في الأمراض البسيطة الشائعة وبالتالي تقل كميات الاستيراد بشكل كبير.. متمنيا افتتاح كليات تعطي درجات علمية عالية في جامعاتنا.