محمد دغريري

لا يختلف اثنان بأن مشاركات الدول العربية في مونديال كأس العالم قطر 2022 تُعدُّ من أفضل المشاركات للمنتخبات العربية وقدَّموا للعالم صورًا مشرِّفة ومغايرة، وهي فاتحة خير للرياضة العربية، وهنا سوف أتحدث عن الاحتراف الخارجي المغيب عن اللاعب السعودي، وغير صحيح مسمى الاحتراف الداخلي؛ لأن اللاعب المحلي الذي يلعب داخل وطنه لا يسمى محترفًا إلا إذا انتقل اللاعب من ناديه إلى نادٍ آخر أو الانتقال لنادٍ آخر خارج جغرافية دولته.

الرياضة ـ كما قالت الدكتورة ريما رباح ـ منصة لتعزيز التعارف والتآلف بين أفراد المجتمعات حتى يتحقق التعاون للمصلحة العامة.

ومن وجهة نظري المتواضعة، لم نستفد من تطوير رياضتنا بالشكل المطلوب، خاصة إذا ما علمنا ميزانية وزارة الرياضة السعودية، والتي تعادل مليار ريال، وهي ميزانية ضخمة، فالتعامل مع منتخب وطن ليس مثل التعامل مع الأندية، وهذه نقطة حاسمة يجب على الاتحاد السعودي لكرة القدم دراستها بهدوء، فمنتخبنا الوطني قدَّم مستويات، ولكن هذا لا يكفي، فنحن طموحنا تخطّي المشاركات البدائية، بما أننا نملك كافة الإمكانات والخبرات الكافية، ويجب أن نمنح اللاعبين المحليين فرصة الاحتراف الخارجي، وإن كانت لنا تجربة سابقة، ولكنها لم تحظَ بالنجاح، بينما نشاهد منتخبات دول المغرب العربي، وجنوب أفريقيا طوَّروا منتخباتهم بمنح لاعبيهم فرص الاحتراف الخارجي، وحققوا تقدمًا كبيرًا، وهذا ما نفتقده، سوى صرف أموال طائلة دون مردود إيجابي، ولو ركَّزنا على الاحتراف الخارجي لتغيَّر الحال، وماذا يمنع لو الاتحاد السعودي لكرة القدم قام بدراسة الفكرة، وإرسال اللاعبين المستحقين للخارج، ودفع رواتبهم على حساب الاتحاد السعودي لكرة القدم، بدعم سخي من وزارة الرياضة، والصبر عليهم من سنة لثلاث سنوات؛ ليعودوا لأرض الوطن مكتسبين الخبرة الكافية؛ لأن الاحتراف الخارجي يُكسِب التجربة والاحتكاك بالمنتخبات والأندية العالمية ونجومها، وبدون ذلك لا يمكن أن نحقق طموحنا، ونهدر الأموال الطائلة دون حساب، نحن كجماهير وإعلام لا نطالب برأس كأس العالم، وإن كانت البطولة حقًّا مشروعًا لكافة المنتخبات المشاركة، ولكي نخطو للأمام ونتجاوز الأدوار الصعبة، لابد أن نصل للأدوار المتقدمة بحجم بطولة عالمية يتابعها كافة شعوب العالم، وبما أن رياضتنا تحظى باهتمام الجميع، ولعبة كرة القدم تعطي لمَن يُخلص لها، والرياضة اليوم هي صناعة عالمية وواجهة للدول المتقدمة، ونحن لسنا أقل كفاءة، ونملك الكثير من الكوادر الفنية والرياضية والخبرات الطويلة، ونتطلع للمزيد من الأفكار والمخططات الهادفة؛ لنرتقي بمنتخبنا الوطني للعلالي؛ لتبقى راية التوحيد عالية بين الأمم.

@n9n2m